يشهد حزب الوفد في الفترة الحالية واحدة من أسوء الصراعات الداخلية التي يخوضها الحزب، فبعد الإنتهاء من انتخاب فؤاد بدراوي، سكرتير عام جديد للحزب، وحدوث تعديلات كبيرة على منصب نائب الرئيس، إلى جانب التطورات التي حلت ببيت الأمة بعد التشكيك من قبل الخاسرين في انتخابات الهيئة العليا للوفد، صار الوضع في الوقت الراهن تجاه تبادل الإتهامات بين رئيس الحزب، وبين من فقدوا مناصبهم، حتى وصل الحد في نهاية المطاف إلى التحدي والتهديد.
مشادات داخل «الوفد» بسبب قرارات رئيس الحزب
شهد اجتماع الهيئة الوفدية، لحزب الوفد، مساء اليوم الخميس، مشادات كلامية بين رئيس الحزب، المستشار بهاء الدين أبو شقة، ومحمد عبد العليم داوود، عضو الهيئة العليا لبيت الأمة، وذلك بعد طلب «أبو شقة» تفويض من أعضاء الحزب، لحماية الحزب من الدخلاء -على حد تعبيره-، الأمر الذي اعترض عليه «عبد العليم» قائلاً: "التفويض ماينفعش يبقى على بياض ولازم يبقى مشروط".
ومن جهته طالب «أبو شقة» الأعضاء الموافقين على اقتراح التفويض بالوقوف، وهو ما قام به الحضور، الأمر الذي اعتبره رئيس بيت الأمة موافقة ضمنية على التفويض، مما جعل «دواد» يخرج من الإجتماع غاضبًا.
وأعلن رئيس حزب الوفد، خلال كلمته فى الاجتماع الطارىء للهيئة العليا لحزب الوفد، أنه مستعد لاتخاذ اى قرارات ضد من لم يوفقوا فى انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد من خلال التفويض الذى منحته له الهيئة العليا.
«أبو شُقة»: واجهت خطرًا كبيرًا.. وهناك من يُحاول إبعادي عن الساحة الوفدية
قال المستشار بهاء الدين أبو شُقة، رئيس حزب الوفد، إن كل الحضور فى الاجتماع هم الوفديين الأصليين، المجردين من أى حسابات شخصية ، والتى ظهرت كلها فى حضور غير مسبوق من الوفديين بكافة محافظات مصر فى كل عملية انتخابية تمت بحزب الوفد، متابعا:" وهذا نابع عن قناعة ذاتية أن حماية الوفد فوق أى اعتبار فحضور الوفديين بهذه الأعداد فى الانتخابات لأنهم شعروا أن الحزب فى خطر واختطاف الحزب".
وتابع أبو شقة: "بدأت هذه المحاولات بمضايقات وتحديات وكان الهدف الأساسى كان إبعادى عن الساحة الوفدية، وكل هذه المحاولات تحطمت بإرادة الوفديين، لأننى واجهت الخطر الحقيقى بالالتفاف الذى خيب تلك المؤامرة لإختطاف الوفد، وكانت نسبة النجاح التى لم تكن فى حساباتهم ورتبوا لها ولكن لم يفهموا طبيعة الوفديين وراهنت على الوفد، والوفديين هم الذين سيحسموا لمصلحة الحزب وليست المصالح الذاتية والاهواء الشخصية".
وأضاف فى كلمته بمؤتمر الحزب مرت معركة انتخابات الرئاسة بالحزب، وفشلت محاولات تمرير اللائحة التى كانت يراهنوا عليه، وتفاجئوا بالفوز الساحق الذى حققته فى الحزب ولم يتفهموا أصالة الوفديين ، ومنذ اليوم الأول من تولية رئاسة الوفد أعلنت أنه لابد أن يتم فتح صفحة جديدة نطوى فيها ما سلف وأن المعركة قد تمت بإنتخابات الهئية العليا وبإشراف المجلس القومى لحقوق الانسان وبنزاهة كاملة ، رغم اننى طالبت بإشراف قضائى للانتخابات.
وتابع: "قدمنا فى انتخابات الهيئة العليا نموذج ومشهد ديمقراطى، أمام الجميع مثل ما قدم من قبل فى مشهد انتخابات الوفد فى ٢٠١٠ ، وقدم الحزب نموذج فريد وشريف ولم يشوب العملية اى عملية تزوير وتمت بنزاهة وشفافية وتجرد كامل".
الخاسرون في انتخابات عليا الوفد يتحدون «أبو شقة» في بيان لهم
أعلن المرشحون الخاسرون في انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد، والذين يتقدمهم كل من المهندس ياسر قورة، واللواء محمد إبراهيم، في مواجهة المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، أن الهيئة في حالة انعقاد دائم، لاتخاذ ما يستلزم من قرارات حيال التطورات المتسارعة بشأن النزاع القائم بينهم وبين قيادة الحزب الحالية، لاسيما في ظل القرارات المتتالية التي يصدرها رئيس بيت الأمة، دون أي سند لائحي.
وأشارت الهيئة في بيان صادر عنها، اليوم الخميس، إلى أن محضر اجتماعها الأول، والذي عقدته أمس، بعد اكتمال النصاب القانوني اللازم لصحة عقد الجلسة بحضور 15 عضوًا، هم المهندس ياسر قورة، وشريف حمودة، والمهندس طلعت السويدي، وحاتم الأعصر، وعلاء غراب، واللواء أمين راضي، ومحمد السنباطي، وأيمن عبد العال، واللواء محمد الحسيني، ومحمد الشريف، وفتحي مرسي، ومحمود خلف، واللواء محمد إبراهيم، والدكتور صابر عطا، وأشرف العاصي، تضمن بحث جدول أعمال الهيئة والذي شمل النظر في التظلم المقدم من 26 مرشحًا في انتخابات الهيئة العليا التي أجريت 9 نوفمبر الجاري، ، إلى جانب النظر في أسباب اعتذار أمين صندوق الحزب اللواء محمد الحسيني، عن القيام بمهامه وانتخاب من يخلفه بعد توضيح من قام بعمله خلال الفترة الماضية.
وأستقرت الهيئة عبى اختيار المهندس ياسر قورة، متحدثًا رسميًا عنها، مع تكليفه بإعداد مذكرة تفصيلية عن ما شاب العملية الانتخابية من تدخلات لرئيس الحزب، كان لها تأثير في توجيه الناخبين لصالح مجموعة معينة من المرشحين.
واتفق أعضاء الهيئة خلال اجتماعهم بالإجماع علي البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لطرح الثقة في رئيس الحزب، طبقًا لما تنص عليه اللائحة من إجراءات سحب الثقة، مع تكليف الدكتور هاني سري الدين، السكرتير العام للحزب، واللواء محمد الحسيني، وضم من يرونه مناسبًا، لاتخاذ الإجراءات طبقًا للائحة، ودعوة الهيئة الوفدية للانعقاد للتصويت علي طرح الثقة في المستشار بهاء أبو شقة، وذلك يوم الجمعة 14 ديسمبر المقبل.
وأكد المهندس ياسر قورة، المتحدث الرسمي للهيئة، أن الهيئة مستمرة في عملها حتي انتهاء فترة ولايتها الرسمية منتصف مايو المقبل، ونظرًا لتجاهل رئيس الحزب لدعوتها الشرعية، أو السماح بعقد اجتماع الهيئة العليا داخل مقر الحزب، عقد الاجتماع في مقر مؤقت، برئاسة اللواء محمد الحسيني أمين الصندوق.
وواصل المتحدث الرسمي، أن الهيئة العليا قررت بالإجماع، قبول التظلم المقدم لرئيس الحزب، بتاريخ 19 نوفمبر الجاري، والاستمرار في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المجلس القومي لحقوق الإنسان، المشرف علي الانتخابات في كل ما شاب العملية الانتخابية، من إجراءات وتجاوزات تؤدي إلي بطلانها بالكامل، وتكليف اللواء محمد الحسيني بإعداد مذكرة بكل أسباب اعتذاره عن الاستمرار في منصبه التنفيذي كأمين صندوق خلال مدة الانتخابات.
«أبو شقة» يتوعد المفصولين من الوفد في حالة تهديدهم للحزب
توعد المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، الدخلاء على الحزب -على حد وفه لهم، بالرد عليهم بالقانون قائلاً: "من يتعامل بدبلوماسية سنتعامل معه كذلك، ومن يتعامل بالعنف سنتعامل معه بأشد العنف بالقانون وليس البلطجة".
وأضاف «أبو شقة»، خلال كلمته بمؤتمر حزب الوفد، مساء اليوم الخميس، أن أعضاء الحزب شاركوا فى انتخابات الهيئة الوفدية ليثبتوا إرادة الوفد أمام الحضور، وأي كلام عن تلاعب في النتائج هو مجرد أكاذيب، وكل ما حدث في الإنتخابات مسجل بالصوت والصورة، وكانت الشفافية هي أساس العملية الانتخابية ، موضحًا أن الدخلاء يشككون في العملية الانتخابية التي أشرف عليها المجلس القومي لحقوق الإنسان، والهيئة الوفدية فوجئت بتهديدات من هؤلاء المنفصلين، الذين يريدون ادخال الحزب فى صراعات ودوامات .