بعد دفنه 30 يومًا ظهر في القصر الملكي ثم اختفى في الحي الاوروبي

الاحد 11 نوفمبر 2018 | 02:40 مساءً
كتب : ياسمين الشرقاوي

نعيش في عصر يفسّر فيه علم الخوارق الطبيعية على أسسٍ منطقيةٍ، وهناك العديد من الأشخاص الذين تمكّنوا من لفت انتباه العالم أجمع، مثل "راسبوتين"، "اليستر كراولي" و"سانت جيرمان"، فكل منهم أظهر قواه الخارقة بطريقته الخاصة؛ أحدهم لم يستطع الموتُ التقرب منه، والآخر تحالف مع الشيطان، والأخير يحارب الزمن، وعلى الرغم من أن تلك القصص تجذب قطاعًا عريضًا من الأشخاص المهتمين بعلم الخوارق أو الخارقين للطبيعة، إلا أن هناك العديد من المصريين راودهم سؤال: لماذا لا يوجد خوارق في مصر؟.

 

والحقيقة هي أن التاريخ لا ينسى، وأن هناك ما تمت كتابته وذكره في التاريخ القريب عن رجل شغلت قصته الرأي العام لفترة ليست بقليلة للحد الذي استدعى عددًا من العلماء الأجانب المهتمين بعلم الخوارق، بتأليف عدة كتب تسرد القصية الكاملة لهذا الشخص. 

 

الدكتور "طارق بك"، من مواليد طنطا 1897، نشأ لعيلة كبيرة تُعد من المقربين للقصر الملكي، توفت والدته منذ صغره، ونشبت العديد من المشاكل مع والده في القصر اضطرته لترك مصر والسفر إلى "الآستانة"، للعيش هناك.

 

وترعرع "طاهر"، وسط "الصوفيين"، وكان متوفقًا في دراسته للحد الذي جعله يسافر إلى "أثينا"، لدارسة الطب، وهناك وفي أرقى أحياء المدينة افتتح عيادته، وكُتب له النجاح كطبيب مغترب.. ولكن لم تسر حياة "طاهر"، على هذا النهج فقد طرأت في حياته العديد من التغييرات.

 

ومن هنا بدأت حياة "طاهر"، في اتخاذ مسار مغاير كليًا، ليصبح واحدًا من أهم الأشخاص الخارقين للطبيعة: 

 

بدأت تظهر على "طاهر بك"، أعراض غريبة، واختفى لفترة ليست بقليلة، ولكنه عاد ليخبر الجميع أنه يستطيع التحكم في خلاياه العصبية، ووصل بالروحانية والتأمل للتحكم في جسده بشكل كامل، والتحكم أيضًا بدورته الدموية، بالإضافة إلى أنه يستطيع أن يوقف قلبه ويعيد تشغيله مجددًا، بالمعنى الأدق أراد أن يقول للناس: "أنا أقدر أمّوت نفسي وأعيشها تاني". 

 

ما قاله "طاهر بك"، قوبل بالسخرية من الجميع وبدأوا يشككون في قواه العقلية، وتساءل الجميع كيف لطبيب على قدر عالٍ من الثقافة والذكاء أن يوصل به الحال إلى هذا؟، وبدأ الحديث عنه وعن ادعاءاته التي انتشرت بين الجميع حتى ذاع صيته، وهو ما دفعه لإثبات صحة أفكاره.

 

وأعلن عن أولى تجاربه الخارقة، التي فضّل أن تكون في بلده الأم "مصر"، وكان ذلك في عهد الملك فؤاد الأول؛ حيث قرر دفن نفسه حيًا لمدة شهر، ما أثار ضجة عارمة في أرجاء البلاد، وعندما سمع الشيوخ تلك التجربة حرمّوها وقالوا إنها تدعو للإلحاد معترضين على الموضوع شكلًا وموضوعًا، ولكن في النهاية، وافقت الحكومة على التجربة، وأجازوها كون القائم عليها طبيبًا يدرك جيدًا خطورة تلك التجربة. 

 

وجاء اليوم الذي سيثبت فيه صدق أو كذب "طاهر"، واجتمع الناس وبدأت التجربة، ووضع طاهر يده على أسفل رأسه واليد الأخرى على جبهته، ثم بدأ بالتنفس بشكل هيستيري، وصرخ صرخة غريبة ثم سقط كالميت، وتولى مساعدوه باقي التجربة، ووضعوه في تابوت وأغلقوا "أنفه وفمه"، بالقطن، تمامًا كالميت، ودفنوه 28 يومًا، في الرمل، وذهب الجميع وتركه، وظل مدفونًا وكاد ينسى الجميع أن هناك تجربة وظنوا أنه في تعداد الموتى، إلا أنه في اليوم الـ28، وبحسب الاتفاق على مدة التجربة، اجتمع الناس مرة أخرى وجاء مساعدو "طاهر"، وكشفوا عن جثته ووجدوه كما تركوه، ولكن تغير جلده للون الرمادي كالميت تمامًا، وظل الجميع يردد بأنه مات حقًا، ولكنه فاجأ الجميع وبدأ يستعيد نفسه ويتحرك، وفي غضون 10 دقائق عاد طبيعيًا وكأن شيئًا لم يكن. 

 

تجربة "طاهر بك"، تحدّث عنها الجميع ولاقت اهتمامًا في أنحاء العالم، فضلًا عن منحه "البكوية"، من الملك فؤاد حينذاك، وتمت دعوته من قِبل ملوك العالم لتكريمه مثل "الملك كارول مالك رومانيا والملك فيكتور إيمانويل ملك إيطاليا، لا سيما أن "الدفن لمدة شهر والعودة للحياة"، هي التجربة الأولى من نوعها في العالم أجمع، ولم ولن يحدث مثلها على مر الزمان، أي أننا أمام معجزة حقيقية. 

 

ومن هنا قرر الدكتور طاهر استعراض مهاراته الخارقة في جولة عالمية، بدأها من بلغاريا مرورًا بإيطاليا وصولًا بفرنسا، دفن نفسه في الثلج، ولتأكيد التجربة وعدم التشكيك به طالبوه في إيطاليا بدفن التابوت في حمام سباحة حتى لا يكون هناك مجال للتنفس، وبالفعل فعل ذلك ولكن تدخلت الشرطة الإيطالية وأوقفوا التجربة؛ لأنها تتنافى مع قوانين البلاد، وهنا سافر إلى فرنسا وتم وضعه في تابوت وزجوا به في حمام سباحة لمدة 24 ساعة، وبعد المدة المحددة جلبوا التابوت وكان "طاهر على قيد الحياة، وازدادت شهرته بشكل أكبر. 

 

وبعد انتهاء رحلة الساحر طاهر بك "كما لقبه البعض، في أوروبا، عاد لمصر للاستقرار فيها بشكل نهائي وتحديدًا في "الحي الأوروبي" في شقة فاخرة. 

 

لم تنتهِ قصة "حافظ" عند هذا الحد، حتى جاء إليه صحفي أجنبي يدعى "بول برينون" أراد التحقق من هذه التجربة بنفسه إلا أنه لم يكتفِ بما سمعه، فقال له طاهر بك "يجب أن نعترف بالإمكانيات الهائلة التي نمتلكها جميعًا، فالناس الذين يرون هذه الظاهرة نوعًا من السحر أو شيئًا خارقًا للطبيعة مخطئون ولم يفهموا أن هذه الأشياء علمية تخضع لقوانين الطبيعة الروحية التي لا تُفهم بشكل كامل".

 

استعد طاهر بك لأداء تجربة أخرى فارتدى جلبابًا أبيض ووضع يده على صدره، منتظرًا لحظة البداية، ولمس "قفاه" وضغط بقوة بإصبعه على جبهته بيده الأخرى، ثم تنفس بقوة وأغلق عيناه ودخل في حالة إغماء حتى سقط كالميت وتجمّد جسده كقطعة خشب، وفي هذه اللحظة عرّى مساعدوه جسده ووضعوه على المنضدة، وقاس الأطباء ضربات القلب فجدوها 130 درجة وهو ضعف العدد الطبيعي.

 

كما وضع مساعدوه حجر "جرانيت" يزن 90 كيلو جرامًا على جسده المتصلب وطرقوا عليه حتى انكسر نصفين، كما وضعوا طاهر بك فوق منضدة مملوءة بالمسامير والزجاج وقفزوا فوقه لأعلى وأسفل دون أن توجد علامة على جسده تدل على جروح، أو تظهر قطرة دم واحدة على ظهره، ثم أوقفوه على قدميه ففتح عينيه ببطء وكأنه خارج من حلم عميق، إلى أن فاق كليًا.

 

من جانبهم، أجرى الأطباء فحوصات له معتقدين أنه ربما يكون قد تعاطى المخدرات التي تغيبه عن وعيه، لكنهم وجدوه طبيعيًا، وما زاد دهشتم أنهم أحدثوا جروحًا في وجهه فكانت دون دماء، فسألوه إذا ما كان يستطيع أن يخرج دمًا منها فسال الدم من وجهه ومرّ على النار المتقدة دون أن يحدث له شيء أو يظهر ألم على وجهه.

 

طاهر بك قال إن كل ما يفعله هو إجبار إرادته على مقاومة الألم، إلا أن الناس بأسلوبهم المعتاد في التفكير لم يتصورا حقيقة تفسيراته لما يحدث؛ فهناك سرّان؛ الأول هو الضغط على بعض المراكز العصبية، أما الثاني القدرة على الدخول في حالة إغماء أشبه بالغيبوبة، موضحًا: "دون هذا لا أدعي أن لدي الشجاعة على تحمل الألم ولا يمكن لأي شخص يدرب نفسه على ذلك أن يقوم بما أفعله".

المصادر :

"أغرب حكايات السحر" لجون كاننج،

السحر في مصر لبول برنتون

ساحر من مصر لتشارلز ايرل ماين

كتاب غيبيات مصرية

الباحث محمد أمير 

              

اقرأ أيضا