في البداية يقصون الشارب ويطلقون اللحية ويرتدون الجلباب القصير، وكانهم يطبقون شرع الله، يمارسون الطقوس الدينية على طريقتهم الخاصة، ويتوهم لهم أنهم أفضل الخلق على وجه الأرض، ولكن بعد سنوات قليلة يبدأ الخلاف بينهم على مجرد مسالة دينية يراها كل واحدٍ منهم على حسب رؤيته، وها هي بداية التفرقة وظهور الجماعات المتعددة التي تسعى في الأرض فسادًا يخربون ويدمرون، وقد نسو أن بسبب خلافهم الديني يوجد مجتمعات تدمر وأطفال تيتم ونساء يصبحن أرامل بسبب طغيانهم.
فكل هذه الأوصاف السابقة، شاهدنها في السنوات الماضية على الأراضي المصرية، اتسمت بها الجماعات الإرهابية، التي نفذت عمليات بشعة في أرض سيناء، راح ضحاياها العديد من ضباط الجيش المصري والجنود والمدنيين، ففي مثل ذلك اليوم، نفذ تنظيم داعش الإر هابي عمليتان هزت القلوب في أرجاء العالم، ونالت تعاطف الجميع، فكانت الأولى في أرض المحروسة وبالتحديد منطقة الواحات، والثانية كانت هجومًا إرهابيًا بشعًا استهدف مسجدين في ولاية كابول وولاية غور الأفغانيتن، ونفذته الجماعة السالف ذكرها أيضًا.
الواحات أرض كتب عليها نهاية الإرهاب
في الـ20 من أكتوبر عام 2017، عاشت مصر جميعها حالة من الحزن والألم بسبب تلك الحادث المرير الذي نفذته جماعة إرهابية واستهدف كمين في منطقة الواحات بمحافظة الجيزة، حيث أسفر تلك الحادث الدموي عن مقتل عدد 16 من قوات الأمن ما بين ضباىط وجنود، وإصابة 13 آخرين، فيما أسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن إصابة 15 شخصًا من أفراد التنظيم.
أشهر التقارير التي نتجت عن تحقيقات النيابة، بينت أن القوات الأمنية عند أقترابها من المخبا التي تعيش فيه الجماعة الإرهابية تعطلت حركة أحد المدرعات في الرمال، وحينما حاول الضباط إخراجها علم المسلحون بقدوم الحملة وعلى الفور أسرعوا إلى الهجوم عليها من اعلى التلال أطلقوا قذائف آر بي جي وهاون تجاه القوة الأمنية، حيث تبادلت إطلاق النار مع هذه العناصر.
أسفر عن تبادل النيران إصابة 4 سيارات شرطة في نهاية سرب قوات الأمن، وذلك من خلال الأسلحة الثقيلة التي استخدامتها العناصر الإرهابية، وتأتب وزارة الداخلية في النهاية ببيانها المحزن الذي أعلنوا فيه استشهاد 16 رجل شرطة بينهم 11 ضابطًا، وأصيب 13 آخرون، وفي المقابل سقط 15 من الجماعة الإرهابية بين قتيل وجريح.
عقب انتهاء العملية الإرهابية، توجهة أصابع الإتهام إلى تنظيم ولاية سيناء أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحسب التحقيقات التي توصلت إليها قوات الأمن المصرية، وكذلك صحيفة ديلي ميل البريطانية أشارت إلى أن تنظيم داعش هو الذي قام بهذا الهجوم، على اعتبار أنه نقل مسرح عملياته من سيناء إلى مناطق صحراوية في مصر، نظراً لحالة التضييق التي يعاني منها بعد التنسيق الأمني بين مصر وقطاع غزة مؤخراً، وهناك تأييد وتوضح كبير في لقاء الإرهابي الوحيد الناجي من العملية "عبد الرحيم المسماري" خلال لقائه مع الإعلامي عماد الدين أديب.
مسجدين في قبضة الإرهاب
في نفس اليوم المشؤوم الـ20 من أكتوبر في العام الماضي، شنت جماعة إرهابية هجومًا على مسجدين في ولايتي "كابول وغور" الأفغانيتن، في يوم الجمعة أثناء صلاة المغرب، حيث أدى الحادث الدموي إلى مقتل 76 شخصًا وإصابة 65 آخرين على الأقل.
المسجد الأول الذي تم استهدافه كان في حي غالبيته شيعة بغرب العاصمة كابول، حيث أدى إلى مقتل 56 شخصًا وإصابة 55 آخرين، وجاء ذلك تزامنًا مع المسجد الثاني الذي تم استهدافه، بالتزامن مع هذا الهجوم، مسجد سُني في ولاية غور في وسط أفغانستان أدى إلى مقتل 20 شخصًا وجرح 10 آخرين، وذلك حسبما ذكرت وزارة الداخلية آنذاك.
التقرير التي كُتبت وقتها عن الحادثين بينت أن 3 إرهابيين شنوا هجومًا في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة الموافق ل20 أكتوبر في العام المنصرم، على مسجد صاحب الزمان في منطقة دشت برتشي ذات الغالبية الشيعية غربي العاصمة الأفغانية كابول أثناء تجمع المصلين لأداء صلاتين المغرب العشاء حيث بدأ أحدهم بإطلاق النار قبل تفجير حزامه الناسف وسط المصلّين قبيل انتهاء صلاة العشاء، ما أسفر عن مقتل عشرات المصلين.
الهجوم الذي أثار جدلًا على الساحة تزامنًا مع الهجوم المصري في الواحات، تبين أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أنه المنفذ وذلك وفقًا لبيان تناقلته حسابات جهادية على تطبيق "تلغرام" صدر عن "ولاية خراسان" التي تعد فرعا للتنظيم في أفغانستان وباكستان، مسؤوليّتَه عن الهجوم على مسجد إمام الزمان الذي يرتاده الشيعة في العاصمة الأفغانية كابول، الا أن البيان لم يشر إلى الاعتداء الثاني في وسط البلاد.
موضوعات متعلقة:
لقطات حية من القبض على الإرهابي الأجنبي في عملية الواحات (فيديو)
الداخلية: مقتل 15 إرهابيا بحادث الواحات وضبط كميات من الأسلحة المتنوعة