«الأمر المؤكد أن الجيش الإسرائيلى قد أخفق، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم ومعداتهم عبر الجسور الأحد عشر التى أقاموها والتى لم تستطع الطائرات الإسرائيلية تدمير أى منها.. إن الأمر الواضح للجيش الإسرائيلى هو زيادة تصميم الجنود المصريين وقتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم، ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة وكفاءتهم الملحوظة فى إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات».. هكذا تحدث هنري ستانهوب، المراسل العسكرى لصحيفة التايمز، عن شجاعة الجندي المصري في حرب أكتوبر العظيمة.
لم تكن معركة الكرامة، أكتوبر 1973، الموافق العاشر من رمضان، مجرد حرب عسكرية بين جيشين، ولكنها كانت معركة عزة وكرامة شارك فيها جميع فئات الشعب المصري، فسطّر رياضيون أسماءهم بحروفٍ من نورٍ بعد أن لبّوا نداء الوطن لهم، وشاركوا فى الحرب، وخلعوا ملابسهم الرياضية وارتدوا ملابسهم العسكرية وتوجهوا إلى الجبهة لطرد العدو الصهيوني من سيناء.
فأنْ يكون لاعب كرة القدم ممتازًا ويُسجّل الأهداف وأحد نجوم فريقه المشهورين هو أمر رائع لا شك فيه، لكن ثمة نجومًا آخرين ربما لم يكونوا من مشاهير كرة القدم، لكن الفارق الذي صنعوه هذه المرة كان خارج ملعب كرة القدم، فحققوا بطولات في ساحة الحرب مثلما حققوها داخل المستطيل الأخضر.
فقد شارك 9نجوم رياضيين في تلك المعركة العظيمة، ولكن قد يكون ما لا نعرفه أن 4 من ضمن هؤلاء البواسل منتمين لنادي الزمالك؛ منهم مَن فقد ذراعه والآخر تخلى عن مستقبله الكروي، ولم يشارك فقط النادي الأبيض في ساحة المعركة فحسب بل شارك أيضًا في خطة الخداع التي فرضتها الدولة لإبعاد فكر العدو الصهيوني عن التفكير في الحرب.
ونرصد خلال السطور التالية بالأدلة بطولات الزمالك في حرب أكتوبر، التي كادت تصنّفه بنادي الوطنية بأرض المحروسة.
«المعلم».. وخطة الخداع
أعطى رؤساء التحرير أوامرهم بفرد مساحات أكبر لصفحات الرياضة وذكر تفاصيل أكبر عن المباريات؛ فتغزل الجميع في النجم الجديد حينها حسن شحاتة، الذي لعب أول مباراة في تاريخه بالدوري مع الزمالك في 5 أكتوبر 1973، فيما أبرزوا أيضًا رغبة المصري البورسعيدي في استقدام مدرب إنجليزي يبدو أنه مازال يبحث عن الطريق إلى مصر حتى الآن.
أما في اليوم التالي للمباراة فقد اختفى بكل تأكيد ذلك الاهتمام بكرة القدم ولم يهتم أحد بذكر حتى نتيجة المباراة إلا جريدة "المساء" التي ذكرت نتيجتها في فقرة صغيرة، فوقت الخداع قد انتهى وحان وقت الوقوف بجانب أبنائنا على الحدود.
«حمادة إمام».. بطل الكرة والحرب
حمادة إمام، نجم نادي الزمالك الراحل كان ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية، وهو لاعب كرة قدم وشارك في حرب أكتوبر وتمت ترقيته لرتبة عميد ثم أحيل إلى المعاش.
«عبدالعزيز قابيل».. قائد الساحرة والمعركة
اللواء محمد عبدالعزيز قابيل، لاعب كرة القدم بنادي الزمالك، مدير عام النادي السابق، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 قائد الفرقة الرابعة المدرعة أثناء الحرب.
«صبري سراج».. الوطن أغلى من الجسد
لم يشارك نجوم القدم فحسب من النادي الزمالك بل شارك اللاعبون في جميع الألعاب حتى وصلت أن يفقدوا عضوًا من جسدهم من أجل الوطن وعزته، اللواء صبري سراج لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك فقد ذراعه أثناء مشاركته بحرب أكتوبر.
«فكري صالح».. حرية بلادنا هي مستقبلنا
شعار رفعه أفضل مدربي حراس المرمى في مصر؛ عندما خاض حرب أكتوبر وهو جندي بكتيبة الصاعقة، وكان حينها لاعبًا في صفوف القلعة البيضاء، هو فكري صالح الذي فضّل حرية بلاده على مستقبله الكروي؛ حيث تسببت الحرب في إبعاده عن عالم الساحرة المستديرة وهو بعمر الـ23، واتجه بعدها لمجال التدريب.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
