«الخان الأحمر».. مسلسل جديد من الاحتلال للسيطرة على أراضي القدس وسط الصمت الدولي

الاربعاء 12 سبتمبر 2018 | 11:20 صباحاً
كتب : سارة أبوشادي

لم يكفهم ما سرقوه من الأرض حتى يحاولون الاستيلاء على المزيد، قتلوا شبابها وشرّدوا نسائها وأطفالها واعتقلوا شيوخها تحت مسميات زائفة، وبرغم ما يعانيه أهلها إلّا أنّ الصمود حليفهم والشهادة كانت مصير الكثيرين منهم.

 

يوميّا يتكررّ مشهد جديد من سرقة الاحتلال الصهيوني لقطعة أرض من الفلسطينيين، فهذا الكيان المحتل الذي يشبه اللصوص الذين يسرقون في وضح النهار يصدر أوامر قضائية بتهجير أهالي ومواطنون فلسطينيون من منازلهم، لغرض الاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية، واليوم، كان التهجير من نصيب أبناء منطقة «الخان الأحمر»والتي تقع شرق القدس المحتلة.

 

انتهاء المهلة والأهالي يرفضون الرحيل

انتهت صباح اليوم، المهلة التي حددّها الكيان الصهيوني المحتل، لأهالي منطقة «الخان الأحمر» شرق القدس المحتلة، لتبدا وقبل ساعات من انتهائه بتشديد حصارها على المنطقة والتدقيق في هويات الداخل والخارج مخافة حدوث مناوشات بينها وبين الأهالي، ومنعت  أيضًا دخول عددا من الناشطين والمتضامنين والسكان إليه.

 

تعود تفاصيل الحكاية، بعدما أصدر القضاء الإسرائيلي حكمّا بتهجير أهالي قرية «الخان الأحمر» بدعوى أنّ القرية مقامة على أراضي اعتبرها الاحتلال «أراضي دولة» ولا يوجد ترخيص للمباني فيها، بالرغم من أنّ من يعيش في القرية عشرات العائلات العربية البدوية من عشيرة الجهالين، الذين قامت السلطات الإسرائيلية بترحيلهم من أراضيهم في النقب في خمسينيات القرن الماضي، إلى مكان سكناهم الحالي.

 

المحكمة ترفض تظلم أهالي القرية

ولم يصمت أهالي القرية عن هذا القرار التعسفي، فقررّوا اتباع الطرق القانونية، وقدّموا التماسًا للمحكمة العليا آملين أن يتم النظر به، لكن الطبيعي أنّ الالتماس يتم رفضه، ولذا فإنّ نتيجة هذا الرفض هو السماح بتنفيذ عمليتي التهجير والهدم بحق أهالي القرية، ومن المفترض أن يتم تهجيرهم إلى مكان دائم يقع قرب قرية العيزرية.

 

أصل سكان الخان الأحمر

وينحدر سكان التجمع البدوي من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في العام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية، ويعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي، ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوبي الضفة عن وسطها.

 

ويفتقر تجمّع "الخان الأحمر" للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، لذا يستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلًا، وقد تعرّضت المساكن في التّجمع لعمليات هدم أكثر من مرة، ويشمل قرار الهدم المساكن كافة، ومسجدا، ومدرسة شيدت من الإطارات المطّاطية والطين، وتعرف بمدرسة "الإطارات". وتخدم المدرسة التي تضم نحو 170 طالبا، عددا من التجمعات البدوية في بادية القدس.

 

المقاومة تُحاول الوصول للقرية رغم العوائق

وبرغم العوائق والتشديدات الأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال، إلّا أنّ عدد كبير من نشطاء المقاومة ومئت المواطنين تمكنوا من فتح البوابة التي أغلقها جنود الاحتلال، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، للعبور إلى داخل «الخان الأحمر»، لكن وبحسب ما رواه النشطاء فإن حصار الاحتلال للمنطقة مؤشر قوي على نيته تنفيذ قرار هدم القرية

 

موضوعات متعلقة

قوات الاحتلال تغلق الخان الأحمر وتمنع المتضامنين من الوصول

اقرأ أيضا