في عام 2007 وتحديدًا السابع والعششرين من يونيو، الواحدة والنصف مساءً، بأحد الأحياء الشهيرة في لندن، سادت حالة من الارتباك بعدما سقط شخص من الطابق الخامس في إحدى البنايات، بشارع كارلتون هاوس تيراس في حي وستمنستر القريب من ميدان البيكاديلي في لندن، على حديثة الورود الملاصقة للمبنى.
وبعد دقائق قليلة، امتلأ المكان بالشرطة ورجال الإسعاف، لكن الوقت قد تأخر عن إنقاذه، فمات الشخص فور سقوطه نتيجة تمزق في الشريان الأورطي، ما نتحدّث عنه هو الراحل أشرف مروان أحد العملاء المصريين في إسرائيل وصهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
أثار اسم أشرف مروان جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، فهذا الشخص الذي أعلنت السلطات المصرية أنّه كان عميلّا لها وساعدها في الحصول على معلومات من الجانب الإسرائيلي، ولكن المفاجأة أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلي هو الآخر خرج ليكشف عن كون «مروان» أحد عملائه السريين والذي ساهم في حصوله على معلومات كبيرة عن الجيش المصري.
إحدى عشر عامًا مرت على رحيل «مروان» حتى هذه اللحظة، هناك شكوك عديدة حول عملية موته، فالبعض أكدّ أنّه انتحر نتيجة تعرضة لضغوط نفسية في الأيام الآخيرة لموته، وكثيرين وعلى رأسهم زوجته أكدّت أن الراحل قُتل قبل أيام من نشره لمذكراته والتي كانت ستفضح الكثير من الأسرار، متهمة الاحتلال الإسرائيلي متمثلّا في جهاز الموساد، والدليل على ذلك أنّ أوراق مروان ومذكراته اختفت من غرفته ليلة مقتله.
«الملاك» لم تكتفي إسرائيل فقط من الإعلان عن كون «مروان» أحد رجالها بل وثّقت هذا الأمر عن طريق عدة أفلام وثائقية وسينيمائية، كان آخرها فيلم الملاك «the angle» والتي أنتجته شركة نتفليكس، والذي يُفسر العلاقة بين الموساد وأشرف مروان عمليهم كما يصفوه، هذا الفيلم الذي أثار غضب المصريين بالكامل، خاصة وأنّ الراحل معلوم ومذكور في سجلات المخابرات المصرية وكيف ساهم في حصولهم على معلومات في ساعدت في الفوز بحرب أكتوبر.
الإخوان تستغل الملاك للثأر
أمس، خرج الإخواني معتز مطر على قناة الشرق، في برنامجه مع معتز، للهجوم على الدولة المصرية كعادته، لكن تلك المرة بسبب الراحل أشرف مروان، الجماعة الإرهابية من خلال أبواقها الإعلامية استغلت ما أثارته إسرائيل بشأن فيلم «الملاك»، للهجوم على عبد الناصر وصهره، الجميع يعلم مدى كره الماعة الشديد للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لذا استغلت ما قام به الكيان المحتل للهجوم على الدولة المصرية وأبطالها، فلم يكن خرج تلك الجماعة تشويه صورة أشرف مروان فقط، بل كان هدفهم الأكبر تشويه جمال عبدالناصر، والذي كان يعل حقيقة الجماعة وأمر في عهده بحلها وطارد قادتها ممّا جعل معظمهم يحملون الكثيرين من الكره في قلوبهم ليس لعبد الناصر فقط بل كل من يُخالفهم.
عسكري إسرائيلي: مروان طعن الموساد
« انتصار منخفض التكاليف»، كتاب حرره المقدم احتياط فى المخابرات العسكرية، شمعون مينديز، والي عاصر حرب أكتوبر، وخصصه بالكامل للحديث عن عملية الخداع التى خطط لها «مروان» وأشرف عليها الرئيس الراحل أنور السادات في زرعه داخل جهاز المخابرات الإسرئيلية (الموساد) الإسرائيلى، فكان مروان بمثابة الطعنة في ظهر المحتل.
قصة أشرف مروان بحسب العسكري الإسرائيلي، اختلفت عن مثيلاتها في قصص الجاسوسية، فكيف لصهر رئيس جمهورية أن يعرض على الموساد أن يساعدهم، كانت خطة مصرية دبرها الزعيم جمال عبد الناصر والراحل أنور السادات، حينها تفاجأ الموساد وعلت الفرحة وجوههم خاصة وأنّ مروان عرض عليهم معلومات حقيقية وموثقة كان قد حصل عليها، لإقناعهم وعدم إثارة الشكوك حوله بالاتفاق مع القيادة المصرية.
بعد سنوات من رحيله تٌحاول إسرائيل تشويه رمز من رموز الدولة المصرية، فقط لأّنه كان سببًا في تكبيدها خسائر عدة بعدما سرّب الكثير من المعلومات للمخابرات المصرية، فهم يحاولون إثبات أنّه كان عميل مزدوج لهم، لكن الحقيقة ما كشفته المخابرات المصرية والرئيس المخلوع حسني مبارك حينما تحدّث عن مروان كونه أحد الأبطال المصريين الذي تمكّن من خسارة إسرائيل الكثير.