«2013» عام الأحزاب السياسية، وبعد قيام ثورة يناير وانحلال الحزب الوطني، أحيت الحياة الحزبية والسياسية على أرض الواقع، خاصة وأن الحزب الوطني كان هو المسيطر الوحيد على كآفة مؤسسات ماقبل ثورة يناير، لتُعلن لجنة شؤون الأحزاب فى يناير «2013»، موقفها النهائي من تأسيس حزب «الحركة الوطنية» ليبدأ مشاركتة فى ماراثون الحياة السياسية بمصر، برئاسة الفريق أحمد شفيق، ليكون ظهير موسسات الدولة، ولكن لم يكن أحد يدرك أنه في يوم وليلة ينقلب الأمر رأسًا علي عقب.
في البداية وفى وعده للجنة شوؤن الأحزاب، وذلك من خلال دعم ثورة 30 يونيو ومشاركتة الفعاله فيها، ثم نافس على مقاعد مجلس النواب، بالانتخابات الآخيرة، ولكن خاب أمله فى الحصول على عدد كبير من المقاعد لينتهي به مطاف المنافشة إلي 5 مقاعد فقط، مما جعل هذا الأمر يدل على حجمه الحقيقي في الشارع المصري.
ومن هنا بدأت الأزمات السياسية بين الأحزاب، ليراهن البعض على اسقاط الحزب، وذلك من خلال موجة الاستقالات الجماعية معتبرين أنها القشة التي تقسم ظهر «شفيق» ليصل عدد المستقيلين في محافظة واحدة فقط لـ54 عضوًا، خاصة وأنها السابقة الآولي لمثل تلك الاستقالات، ولكن لم تظل موجة الاستقالات كثيرًا، خاصة وبعد أن عاد الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة قادمًا من الإمارات بعد ما أحدث حالة من الصخب الإعلامي خلال الساعات الماضية , بعد ما أعلن عزمه الترشح للرئاسة، تبعه ظهور على فضائية «الجزيرة» يؤكد فيه منعه من السفر، ثم مهاجمة قناة « الجزيرة » القطرية لسرقتها الفيديو، وحديث عن مغادرة الإمارات متوجهاً إلى فرنسا للقاء مصريين بالخارج، ليعود بعدها إلى مصر خلال أيام، قبل أن يجري ترحيله إلى القاهرة بطائرة خاصة، أو مغادرته وفقاً لرواية وكالة الأنباء الإماراتية.
تأتي موجة أخرى بمنتصف نوفمبر الجاري، ويقرر أعضاء الأمانة المركزية التخلي عن أبيهم تاريكين له السفينة ، لاعتراضهم الشديد على ماصدر منه، وكافة الادعاءات التي أصدرها ضد مصر وهو الخارج، حيث قاموا بتقديم استقالتهم النهائية ومن بينهم رضوى البرامونى، مساعد أمينة المرأة بالحزب على مستوى الجمهورية، والمهندسة نهير السيد درة، أمينة العلاقات الخارجية، وعدد من أعضاء الهيئة العليا، منهم اللواء سمير عيد، أمين الشئون الإدارية والمالية، وإيهاب موسى.
«تعاون الحزب مع الإخوان».. ذلك كان السبب الرئيسي، الذي جاء في معظم نصوص استقالات الأعضاء من حزب الحركة الوطنية، وهو الأمر الذي انتقده الحزب في أكثر من بيان له، معتبرًا تلك الاتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة، وهدفها تشويه الحزب.
ولكن لم يتوفق الحزب عن افتعال الأزمات بين الكيانات الآخري، وفي يوليو الماضي، نشبت أزمة جديدة بين الحزب والمصريين الأحرار، بسبب انتقاد الأخير للفريق شفيق، ليرد خالد العوامي القيادي بحزب الحركة الوطنية، مبديًا تعجبه من الانتقادات التي توجه للفريق رغم عدم إعلان ترشحه للرئاسة بعد.
مع اقتراب المؤتمر العام الأول لحزب الحركة الوطنية، الذي أسسه وتزعمه خلال الفترة الماضية الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق ورئيس الوزراء الأسبق، والذي سلم مهامه منذ عدة أشهر لنائبه الأول اللواء رءوف السيد ، في إدارة الحزب وابتعد عن الساحة السياسية رغم أنه كان يتولى إدارة الحزب أثناء سفره للخارج لما يقترب من خمس سنوات متتالية، إلا أن أصبح السؤال المسيطر على أذهن الجميع، هل رؤؤف السيد، الرئيس المنتظر سيصبح على دراية كفاية والخبرة لانتقال الحزب إلي نقلة نوعية آخري تساعد على نهوضة ، أم سيستمر فى غرقة أكثر من ذلك؟.