من الجيد أن يمتلك مدمن للمخدرات، الإصرار على العلاج من هذا الداء ويذهب للمصحة النفسية لكي يعالج نفسه من الإدمان ويرجع لطبيعته كما كان، ولكن السئ أن يذهب هذا الشاب إلي تلك المصحة وينتظره أمرٌ خطير، لم يكن في مخيلته، خاصًة وأن تلك المصحة غير مرخصة، ولو كان يعلم هذا الشاب ما ينتظره، ما خطت قدماه ولو خطوة واحدة تجاه تلك "المشرحة" التي لا ينجو منها أحد.
"محمد"، ذاك الشاب العشريني الذين عثروا على جثته، بعد تعرضه للاعتداء عليه بالضرب من قِبل العاملين بالمصحة، لمدة يومين متواصلين، حتى فارق الحياة.
وفي التقرير التالي نستعرض موقف الجهات المسئولة عن المصحات النفسية حول الواقعة وعلى من تقع المسئولية الحقيقية.
وزراة الصحة هي المنوطة بالرقابة على المصحات النفسية
قال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إن الرقابة على المصحات النفسية من طبيعة عمل وزارة الصحة وليس لنا علاقة بهذا الأمر، مشيرًا إلى أن هناك مصحات نفسية خاصة بوزارة الصحة والقوات المسلحة، أما صندوق الإدمان ليس لديه أماكن خاصة بالمصحات النفسية.
وأضاف عثمان في تصريح خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أنه إذا وجدت شكوى من المصحات النفسية الغير المرخصة، يتم إرسالها للإدارة العامة لمكافحة المخدرات وهم يشنون حملات على المراكز الغير مرخصة، لافتًا إلى أن المجلس القومي للصحة النفسية هو المنوط بالرقابة على المصحات النفسية الخاصة لعلاج الإدمان.
العطار: ليس لنا علاقة بهذا الأمر
وفي نفس السياق قالت الدكتورة منال العطار رئيس الأمانة الفنية للمجلس القومي للصحة النفسية، إن الرقابة التي يقوم بها المجلس القومي للصحة النفسية تقتصر على الأماكن المرخصة فقط، وليس لنا علاقة بالأماكن غير المرخصة.
وأضافت العطار في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أننا لن نستطيع أن ندخل أي مكان غير مرخص إلا بأمر من وزارة الداخلية، مشيرًة إلى أن ما يحدث من تجاوزات في المصحات النفسية الغير مرخصة ليس لنا أي علاقة بها.
يذكر أن شاب لقي مصرعه أمس، على يد بعض العاملين بمصحة بمنطقة حدائق الأهرام أمس الجمعة.
البداية كانت عندما تلقى المقدم محمد الصغير رئيس مباحث قسم الهرم بلاغا من والد شاب يدعي محمد 19 عاما، بوفاة نجله داخل مصحة لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام، واتهم القائمين على المصحة بالتسبب في وفاة نجله بعد أن لاحظ على جسده آثار ضرب.
وأفادت التحريات التي أجريت بإشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، بأن المجني عليه يدعي محمد.و.م، 19 سنة، طالب، دخل المصحة منذ 48 ساعة لتلقي العلاج من الإدمان، وتعرض للضرب على أيدي العاملين بالمصحة حتى فارق الحياة.
كما أكدت التحريات أن المصحة يوجد بها 100 نزيل، هرب عدد منهم عند وفاة المجني عليه، وقبل حضور الشرطة، وتم القبض على 5 من العاملين في المصحة للتحقيق معهم، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيلو للنيابة العامة لتولي التحقيق.