تنطفئ من هنا وتشتعل من هناك، هكذا تكون الأحوال على الساحة السياسية الدولية، وخاصة في المنطقة العربية، فعلى غرار الخلافات المتتالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ظهرت الخلافات الجديدة بين المملكة العربية السعودية وكندا، ما أثار جدلًا على مدار اليومين التاليين، في المنطقة العربية، حيث تدخل العديد من الدول، منهم المعارضة ومنهم المساند لسياسة المملكة ضد كندا.
فمن أول الدول التي ساندت المملكة العربية السعودية في قرارتها ضد كندا، كانت الدولة المصرية، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد رفضه على تدخل كندا في الشؤون السعودية، وعلى أي تدخل أخر في الشؤون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها.
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير بسام راضي، في بيان اليوم الثلاثاء: "المباحثات بين الجانبين في القاهرة اليوم، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما استعرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف: أن الجانبين أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور المكثف للتصدي للتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها.
وأعرب الجانبان، عن دعمهما لجهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعاني منها المنطقة، مشددين على أهمية تضافر الجهود لدعم سيادة الدول على أراضيها، والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها، وصون مقدرات شعوبها ومصالحها.
وعلى جانب آخر، أعلنت دولة الكويت عن موقفها الرافض من التدخل في شؤون الدول، وخاصة ماحدث من الدولة الكندية في الشؤون السعودية، معربة عن أملها في أن تتجاوز كل من السعودية وكندا الخلاف بينهما.
وقال مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية في بيان: "إن دولة الكويت تابعت باهتمام التطور الأخير في العلاقات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وكندا".
وأضاف المصدر: "تؤكد في هذا الصدد موقفها الثابت برفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وفق ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية، وتأمل في أن يتمكن البلدين من تجاوز هذا الموقف".
ولم يرى الجميع أن الخلافات التي شهدتها السعودية وكندا، متعلقة بالأمن القومي، فقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، فريديريكا موغوريني" إن هذه الخلافات الكثيرة الحاصلة بين المملكة العربية السعودية وكندا، على مدار اليومين ماهي إلا خلاف دبلوماسية فقط.
وظهر بعض الدول على ساحة الخلافات، تطالب بتهدأ الأمور بين الدولتين، وكانت بريطانيا طالبت بضبط النفس وسط اخلاف دبلوماسي نجم عن تصريحات صدرت عن كندا وأبدت فيها قلقها بشأن احتجاز نشطاء في السعودية.
وأعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، أن "كلا من كندا والسعودية شريك وثيق للمملكة المتحدة ونحث على ضبط النفس في الموقف الحالي"، ماتبعه: "المملكة المتحدة مؤيد قوي لحقوق الإنسان، ونبدي قلقنا بشكل منتظم للحكومة السعودية بشأن قضايا حقوق الإنسان بما في ذلك احتجاز مدافعين عن حقوق الإنسان في الآونة الأخيرة".
وكانت المملكة العربية السعودية، صدرت قرارًا جديدًا مساء اليوم ، أن المؤسسة العامة للحبوب السعودية أبلغت مصدري الحبوب أنها ستتوقف عن شراء القمح والشعير الكنديين في المناقصات العالمية، حسب "رويترز".
وكانت أحدث صفقة قمح اشترتها السعودية حجمها 625 ألف طن من مناقصة عالمية في 16 يوليو الماضي، وكانت كندا موردا محتملا للكمية، وبحسب وكالة الإحصاءات الحكومية الكندية، بلغ إجمالي مبيعات القمح الكندي إلى السعودية عدا القمح الصلد 66 ألف طن في 2017 و68 ألفا و250 طنا في 2016.