نجح فريق طبي جراحي متخصص، بمستشفى بني سويف الجامعي، في استئصال ورم حميد بالغدة الدرقية لمريض كان يعاني تضخمًا حادًا بها، وصعوبة بالغة في التنفس؛ لشدة ضغطها على القصبة الهوائية، مما أسفر عن ضيق الممر الهوائي، إلا أن الفريق الطبي نجح بالتعاون مع طاقم الجراحة والتخدير، في اجتياز العملية بنجاح دون أى مضاعفات وخرج المريض بحالة جيدة.
وقال الدكتور ريمون بشرى، استشاري الجراحة العامة والمدرس المساعد بكلية الطب - جامعة بني سويف، إن المستشفى استقبل المريض وكان عنده تضخم بالغدة الدرقية بصورة بشعة لدرجة أنها كانت ضاغطة على القصبة الهوائية والمريض كان غير قادر على النوم سوى على ظهره فقط ليستطيع أن يتنفس.
وأضاف الدكتور "ريمون بشرى"، أن المريض كان يعاني أيضا فشلا كلويا وسيولة بالدم ونقصًا فى الصفائح الدموية وخللا بنسبة البوتاسيوم فى الدم، وبعمل فحص للأنف والأذن والحنجرة اتضح ضيق الممر الهوائى بشكل كامل وفتحة الحنجرة غير واضحة وحركة الأحبال الصوتية غير واضحة أيضًا.
وتابع: كانت هناك صعوبات في تخدير المريض، وتم دخول أنبوبة حنجرية للأكسجين، لأن التضخم الكبير فى الغدة الدرقية من الممكن أن يكون عمل ليونة وضعفًا فى غضاريف القصبة الهوائية.
وشارك في إعداد الجراحة، من أطباء التخدير، الدكتور، حازم عبدالوهاب، إخصائي التخدير والدكتورة، مريانة عبدالسيد ، د.محمد عباس، محمد يوسف وعدد آخر من الأطباء، استعدادًا لأى طارئ ممكن يحدث أثناء الجراحة، في حضور، طاقم الأنف والأذن والحنجرة، وهم على أتم الاستعداد لعمل شق حنجرى فى أى وقت.
وتم تركيب الأنبوبة الحنجرية بمنظار مرن يستطيع أن يوضح على شاشة خارجية فتحة الحنجرة، بهذه الطريقة تلاشى الأطباء الشق الحنجرى وأكد الدكتور ريمون بشرى إخصائي الجراحة العامة، نجاح العملية واستئصال الغدة الدرقية، بمساعدة (الدكتورة رويدا محمد، الدكتورة إيمان عبدالسلام والدكتور عبدالرحمن أحمد)، ولكن كان هناك تخوف بعد إفاقة المريض، من صعوبة التنفس بعد إزالة أنبوبة الأكسجين، وأن يكون المريض لديه ليونة فى غضاريف الحنجرة نتيجة التضخم الموجود منذ سنين.
وأشار "بشرى" إلى أن طاقم التخدير قرر أنه يخرج المريض، بالأنبوبة الحنجرية للرعاية المركزة، عدة أيام وبعد ذلك يتم تقييم الوضع، بينما كان أطباء الكلى متابعين الحالة لأن المريض يعاني فشلا كلويًا مزمنًا، ويعتاد غسيل الكلى منذ سنين فى مستشفى الجامعة.
وخص الدكتور ريمون بشرى بالذكر، الدكتور نبيل فكرى والدكتور محمود حسن، وهما المتابعان للحالة في تخصصهما، موضحًا أن أطباء التخدير قرروا إزالة الأنبوبة الحنجرية ويفصلوا المريض عن جهاز التنفس الصناعى، وتحسباً لأى طارئ قرروا هذا فى العمليات فى وجود طاقم الجراحة وطاقم الأنف والأذن والحنجرة.
واستطاعو إزالة الأنبوبة بنجاح دون أى مضاعفات، والمريض خرج بحالة جيدة ويستطيع التنفس بصورة طبيعية جدًا وصوته وحركة الأحبال الصوتية سليمة جدًا.
ووجه الدكتور ريمون بشرى، استشاري الجراحة العامة بالمستشفى رسالة لأهالى بني سويف، بأن أقل واجب لأطباء (التخدير، والأنف والأذن والحنجرة، الرعاية المركزة الجراحية، الكلى وأطباء الجراحة)، أن تعرفوا كم المجهود المبذول لخدمتكم فى صمت داخل مستشفى بنى سويف الجامعى.