لا شيء من الممكن أن يسبب فتنة أكبر من الفتنة التي تشعلها "أموال الميراث"، فقد أصبحت الأموالبشكل عام أيضا سببا رئيسيا في هدم العلاقات الأسرية، وتفتيت الروابط، فعادة ما يموت الأب ويترك لأبنائه وإخوته ثروة طائلة، ظنا منه أنه يؤمن لهم حياة كريمة في المستقبل، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتفتن الأموال الورثة، ويطمع كل واحد منهم في حق الآخر، فتتقطع أواصر الرحمة والقرابة.
”مجدي كمال الدين"، موظف صاحب الـ55 عامًا الذي يعيش بمنطقة المساكن الاقتصادية التابعة لمدينة حلوان، قد راح ضحية لطمع أبناء أخيه بعد خلافهما حول الورث، حيث أقدموا على تهشيم رأسه بشكل وحشي دون شفقة أو رحمة منهم لضعفه وكبر سنه أو اعتبارًا لصلة الرحم بينهم، لتنتهي حياته بسبب فتنة الورث.
وفي المقابل وقع الأبناء الثلاثة في شباك الجريمة وأغواء الشيطان لهم، وضياع الباقي من حياتهم خلف أسوار السجن، أو متخفين عن أنظار الناس خوفا من ضبطهم، ليخرج الجميع في نهاية المطاف خاسرًا لدينه ودنياه.
وأكد أحد شهود العيان أن الواقعة قد هزت المنطقة بأكملها، ولم ير أحد هجوم الأبناء الثلاثة على عمهم، فإنهم خططوا لذلك واستفردوا به، ذاكرًا أنه قد كانت هناك مشادات كلامية بينهم قبل ذلك، فيما قالت "س.ه" سيدة جارة الضحية إنه كان طيب القلب لا يؤذي أحدا ولا يسعى للشر أبدا وأن الجناة قد استغلوا كبر سنه وغدروا به.