مازال أردوغان وأتباعه، حتى الآن، يمثلون عنوانًا للبلطجة السياسية والديكتاتورية والغطرسة، ليظل الرأي الواحد والديمقراطية المزيفة هما ما يمثلان عنوان تركيـا اليوم، بعد أن كانت تركيا تمثل عنوان الديمقراطية في العقود السابقة، وكانت قاب قوسين أو أدنى من عضوية الاتحاد الأوروبي، وبعد أن أصبح أردوغان على رأس الحكم، خسرت تركيا كل شيء، الديمقراطية وحرية الرأي وحرية الصحافة، وخسرت أيضًا عضوية الاتحاد الأوروبي، بحجة عدم تنفيذ حقوق الإنسان دلخل أنقرة، وزاد كل ذلك بعد عملية الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا، في محاولة للإطاحة بأردوغان وأتباعه، الممثلين في حزب العدالة والتنمية وتنظيم الإخوان الإرهابي الدولي، وفكره المنتشر داخل تركيا، القائم على دعم الإرهاب، والذي لوث سمعة تركيا وجعلها من الدول الراعية للإرهاب، وأصبح كل من يساندها راعيًا للإرهاب مثل قرينتها "جزيرة قطـر".
وحدث اليوم الثلاثاء، داخل البرلمان التركي، مسلسل جديد من حلقات الغطرسة التركية الأردوغانية لحزب "العدالة والتنمية" الذي يحاول بكل قوته، القضاء على المعارضة التركية، وتكميم الأفواه، حيث مارس سطوته خلال مجلس البرلمان المنعقد اليوم، ومنع المعارضة من إبداء الآراء السياسية حول القضايا المهمة التي تخص المواطن التركى داخل أنقرة، حيث قام نواب الحزب بمنع النائب عن حزب الديمقراطيين الصحفى (أحمد سيك) من إلقاء خطاب أمام البرلمان.
وكان الصحفى (أحمد سيك) قد حُكم عليه فى أبريل بالحبس لـ 7.5 سنوات، مع آخرين عاملين فى صحيفة (جمهورييت)، وأطلق سراحه بانتظار صدور حكم الاستئناف.
جدير بالذكر أن ما حدث اليوم داخل البرلمان التركي، ليس هو الأول من نوعه، بل إن الحزب الأردوغاني اعتاد فرض السيطرة وممارسة الديكتاتورية رغم التظاهر بغير ذلك، ومازال حلم الخلافة العثمانية يسيطر على عقل الرئيس التركي الواهم، والذي يسعى بكل غالٍ ونفيس من أجل تحقيقه والوصول إليه بأي ثمن وطريقة كانت، غير عابئ بمسئولية منصبه السياسي وما يتطلبه كرسيه من تحقيق العدل في كل كبيرة وصغيرة تخص المواطنين والمدنيين الأتراك.