«طريق عزرائيل».. أسرار انتحار الشباب تحت عجلات المترو

الاحد 22 يوليو 2018 | 10:24 مساءً
كتب : حسن سمير

مع تصاعد حدة الاكتئاب والمشاكل المادية والعاطفية وغياب الوازع الدينى وضعف الإيمان بالله، يلجأ البعض إلى الانتحار وكتابة آخر فصول حياتهم، وابتكار سبل جديدة لهن للتخلص من ضغوطات الحياة بكل أنواعها، وفي الآونة الأخيرة تحولت محطات مترو الأنفاق إلى وسيلة نقل اعتيادية إلى وسيلة يتجه إليها الشباب للانتحار، بعدما لقى شاب مصرعه تحت عجلات المترو.

 

انتظار الموت تحت العجلات

 

لم يكن الطفل البالغ من العمر 15عامًا يتوقع أن تنتهي حياته بهذا الشكل الشنيع، بعدما أغلقت كل الأبواب امامه، حيث فاض به الكيل، ليتخلص من حياته، فلم يتلق أي وسيلة أسرع للموت سوى عجلات المترو فظل ينتظر أمام محطة مترو المرج 15 دقيقة وعند اقترابه اصطدم به ليدهس جسده بالكامل.

 

وبأخذ أقوال شهود العيان، أكدوا أن الشاب انتظر أكثر من ربع ساعة على رصيف المحطة في انتظار قدوم القطار، وفور اقترابة اتجه مسرعًا ناحيته ليدهسه على الفور.

 

وتوقفت حركة القطارات في اتجاه المرج، لحين انتشال الجثة، والتواصل مع ذويه، وتم إبلاغ الجهات المعنية، وتحرير محضر بالواقعة.

 

انتحار فتاة مارجرجس

 

وفي الأول من يوليو الجاري فوجئ قائد القطار رقم ١٢٤، أثناء دخوله محطة مار جرجس بمنتصف الرصيف اتجاه حلوان، بإلقاء إحدى الفتيات بنفسها أمام القطار، مما أدى إلى صدمها، ومصرعها على الفور.

 

أمين شرطة يحاول الانتحار 

 

وتمكنت القوات الأمنية بمحطة مترو الشهداء، في الأول من يوليو أيضا، من إنقاذ أمين شرطة حاول الانتحار بإلقاء نفسه أسفل عجلات المترو، و عد إنقاذه ورفعه من القضبان، تبين أنه يعمل أمين شرطة بمديرية أمن القاهرة، مشيرًا إلى أنه يعاني من عدة أزمات بينها مشاكل عائلية وأخرى متعلقة بالعمل دفعته إلى محاولة الانتحار.

 

وأفاد خبراء علم النفس، بأن الشباب يختارون أسرع طرق الموت من خلال إلقاء أنفسهم تحت قطار المترو.

 

سن المراهقة 

 

أكد الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، أن الانتحار يعود لعدة أسباب أهمها الميول الاكتئابية الحادة، التى تسبب تصرفات عفوية تلقائية فى لحظات إنكار الذات أو الجنون، وبالتالي يقوم ذلك الشخص بإلقاء نفسه للتخلص من كل الضغوط النفسية التى يعانيها.موضحًا أن 25% من المجتمع ينتهجون هذه الحالة، وأن سن المراهقة هو الدافع الوحيد للانتحار لتعرضهم لضغوطات قوية.

 

وأشار «فرويز» في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» إلى أن غياب الوازع الديني والإيمان بالله من أهم الأسباب التى تدفع الشخص إلى الانتحار، واختيار طريقة الانتحار تعود إلى أنها أسهل الطرق للتخلص من الحياة

 

ولفت أستاذ علم النفس، إلى أن الرغبة فى التوحد والانطواء، أحد أهم دوافع الشباب إلى الانتحار، منوهًا بأن الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة في أوساط من تتراوح أعمارهم بين 15 أو 29 عامًا على مستوى العالم  حسب تقرير منظمة الصحة العالمية نظرًا لغياب الوازع الديني وتعدد المشاكل الاجتماعية بين الأسر.

 

الانتحار مؤشر لسلوكيات مُستهجنة

 

وأكدت الدكتورة شادية قناوي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن حالة الانتحار التي تكررت في الآونة الأخيرة تحت عجلات المترو ليست ظاهرة بل حالات فردية ومؤشرات سلبية لاقتراف بعض أفراد المجتمع، سلوكًا مستهجنًا يتعارض مع القيم الدينية داخل المجتمع المصري مما يؤدي لنوع من الإقبال على الانتحار والذي تسبقه حالة من الاكتئاب النفسي.

 

وأضافت في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن من دوافع حالات الانتحار الظروف المادية التى يعيشها الشباب في المجمل وقلقهم المستمر بالنسبة للمستقبل، وعدم توافر العمل أمامهم، بالشكل الذي يتيح لهم إشباع حاجاتهم، فتتمثل كل الدوافع في كم من الإحباطات التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار.

اقرأ أيضا