قالت تيريزا ماي في أول تصريحاتها كرئيسة الوزراء، في تصريحات صحفية إلى جانب زوجها فيليب: «نحن نواجه بعد الاستفتاء تغييرًا هائلًا على مستوى البلاد، وأنا أعلم أنه لأننا بريطانيا العظمى فإننا سنتمكن من مواجهة هذا التحدي».
وأضافت: «ونحن نغادر الاتحاد الأوروبي سنحدد لأنفسنا دورًا جديدًا إيجابيًا في العالم، وسنجعل بريطانيا تعمل ليس لمصلحة القلة المحظية، ولكن لمصلحة الجميع».
تغنيها بالخروج من الاتحاد الأوروبي ضمن لها مقعد رئاسة الوزراء، إلا أن ماي تواجه حاليًا أزمة كبيرة، بسبب الـ«بريكسيت» أيضًا.
وفي دراسة أجرتها هيئات البريطانية منتصف العام الماضي، كشفت عن تراجع شعبية رئيسة الوزراء بشكل كبير، حيث أكدت أن نصف الناخبين في الاستطلاع أعربوا عن اعتقادهم في أن ماي عاجزة عن إبرام اتفاق صحيح للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفق الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «أو.آر.بي»، فإن 63% من الناخبين يعارضون أسلوب الحكومة البريطانية في تناول مفاوضات الانفصال، فيما رأى 43% أن حال بريطانيا سيتحسن بعد الخروج من الاتحاد، وعارض ذلك 42%.
من أقوى المؤشرات على تراجع شعبية حزب المحافظين الخسارة التي مُنِي بها في الانتخابات العامة العام الماضي، وفقدانه الأغلبية البرلمانيةـ الأمر الذي أضعف موقف رئيسة الوزراء التي خسرت الرهان على حزبها.
في الفترة الحالية تزداد حدة الخلافات والانقسامات داخل الحكومة البريطانية بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» على الرغم من مرور عامين على الاستفتاء على مغادرة بريطانيا للاتحاد، وكلما تقدمت رئيسة الوزراء تيريزا ماي خطوة نحو إتمام الصفقة النهائية تفاقم الخلاف وتعمق في صفوف حزبها المحافظين وحكومتها.
ويتركز الخلاف على ما يمكن أن يحدث في حال رفض البرلمان الاتفاق الأولى للخروج من التكتل الذي تتفاوض عليه ماي وفريقها مع بروكسل، كما تتزامن هذه الخلافات أيضاً مع سلسلة من الهزائم البرلمانية تلقتها الحكومة البريطانية في مجلس اللوردات في التصويت على قانون بريكست.
لم يقف الخلاف عند هذا الحد، بل تعداه ليصل أعضاء الحزب الواحد داخل الحكومة, حيث استقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون منذ أيام، بعدما توصلت ماي بصعوبة إلى موافقة وزراء كبار على إستراتيجية للخروج من الاتحاد الأوروبي.
كذلك قدم وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز استقالته من الحكومة، احتجاجًا على الطريقة التي تم التعامل بها مع اجتماع للتوصل لموافقة مجلس الوزراء على خطط ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ما يشكل ضربة قوية لرئيسة الحكومة ويؤكد في الوقت نفسه على الخلافات العميقة والتخبط داخل حزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه بشأن بريكست.
تأتي هذه الاستقالة بعد يومين من اجتماع استمر لساعات بين ماي ووزرائها في «تشيكرز» خلص إلى الإعلان عن اتفاق حول الرغبة في الحفاظ على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من التكتل.
اوعتبر زعيم المعارضة جيريمي كوربين، أن استقالة ديفيز «في مثل هذا الوقت الحاسم»، تظهر أن ماي «لم يبق لديها أي سلطة وهي غير قادرة على إتمام بريكست».
وكتب كوربين على «تويتر»: «إذا كانت ماي تتشبث بما هي عليه في ظل حالة الفوضى التي تسود حكومتها، فمن الواضح أنها مهتمة أكثر بمصالحها الخاصة بدلاً من خدمة شعب بلادنا».
استقالة ديفيز تلتها أيضا حسب وسائل إعلام بريطانية، استقالة وكيليه ستيف بايكر وسويلا برايفرمان.
كان ديفيز عيّن في منصبه في يوليو 2016، وكان قد هدد مرارًا بالاستقالة بسبب خلافات متكررة مع ماي.
هذا وقد حذرت ماي بروكسل من احتمال انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي بصورة غير منظمة ودون اتفاق إذا استمرت بروكسل في نهجها الحالي.