«بيت الأمة» يبحث عن أمواله الضائعة..
أزمة المستحقات الخارجية تبحث عن حل.. والجميع يتبرأ من المسؤولية
البدوى: لم أحصل على مليم من الحزب خلال فترة رئاستى.. ومحبة الناس ليست جريمة
داود: الأزمة لن تتخطى أسوار «الوفد».. وستحل وديا بين جميع الأطراف
محمد فؤاد: العقد مع الكحكى باطل لعدم تنفيذه على أرض الواقع
برزت الأزمة المالية لأعرق الأحزاب المصرية، الممتدة نشأته لأكثر من مائة عام، "بيت الأمة"، مجددا فى الآونة الأخيرة، خاصة عقب رحيل الدكتور السيد البدوى بعد فوز المستشار أبو شقة برئاسة الحزب، وسببت غضبا عارما بين الوفديين، وكان سببها عدة قرارات اتخذها رئيس الوفد السابق.
أخبار جرى تداولها، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية لـ«بيت الأمة» -التى عقدت فى مارس الماضى- عن معاناة الحزب من أزمات مادية، ولكن البعض رأوا -وقتها- أنها مجرد تصاريح وأقاويل فقط، ولكن بعد فوز المستشار بهاء أبو شقة، برئاسة الحزب، أكد تلك الأنباء.
واقترح أحد الأعضاء حلا قد ينقذ سفينة "الوفد" من الغرق، وذلك من خلال بيع أحد المقرات بالإسكندرية، كمحاولة لتخطى الأزمة المالية، للنهوض بالحزب قبل أن يسقط نهائيًا بسبب كثرة ديونه، والتى يرى البعض أن السبب الرئيس فيها، يرجع للدكتور السيد البدوى الذى صرف الكثير من الوديعة -المقدرة بنحو 70 مليون جنيه- التى كانت بأحد البنوك باسم الحزب.
أزمة الـ18 مليون جنيه
أوضحت مصادر من داخل حزب الوفد أن بداية الأزمة كانت بسبب التعاقد بين السيد البدوى والإعلامى علاء الكحكى مالك إحدى شركات الدعاية، مع قناة الحياة -التى كانت مملوكة للأول- لمدة 3 سنوات، ولكن الأمر تغير فجأة، حيث تم ضم "جريدة الوفد" ضمن العقد مقابل 22 مليون جنيه.
وأوضحت المصادر أن بنود العقد تنص على الدفع المقدم مبلغ بقيمة 4 ملايين جنيه، وبعد عام نشبت الأزمات والصراعات بينهما؛ بسبب مسلسلات رمضان، وبعد 3 سنوات تم فسخ العقد، لتكرار تلك الصراعات، وأصبح لدى البدوى 18 مليون جنيه.
إعلان الإفلاس
وأضافت أن الحزب سيعلن إفلاسه خلال أيام، وذلك لأن ما تبقى حتى الآن فى وديعة الوفد 150 ألف جنيه فقط، وهذا لن يكفى مرتب شهرين للعاملين، لافتًا إلى أنه جرى الحصول على مرتبات 3 شهور للعاملين من كل من هانى سرى الدين وأبو شقة.
وأوضحت أن اجتماع الصلح الذى عقده خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم السابع، بين الكحكى والوفد، والذى خرج من خلاله على دفع الكحكى مبلغ مليون جنيه لبيت الأمة الشهر الجارى، ولكن لم ينفذ هذا الاتفاق، ولذلك بدأ «أبو شقة» فى التحرك الجذرى من خلال المحاكم لإعادة أموال الحزب مرة أخرى.
الرئيس السابق أنفق 75 مليونا
وأشار المصدر إلى أن ما يحدث على الساحة السياسية الآن، هو محاولة واضحة وصريحة لإقصاء السيد البدوى عن الحياة السياسية، والتى يقودها بعض الأشخاص من داخل الحزب.
وأرجع المصدر ما سبق، لسببين، "الأول" الأزمة المالية التى تخنق حزب الوفد والجريدة بكل تأكيد، و"الثانى" محاولة إقصاء البدوى من الحزب بسبب شعبيته الجارفة، ومخاوف المستشار من سحب البساط من تحت قدميه، مؤكدًا أن الجريدة تعانى بالفعل من أزمة مالية رغم وجود أموال للحزب فى الخارج، لا يستطيع أن يتمتع بها، والدليل على ذلك الـ18 مليونا لدى الكحكى، ومليون آخر عند صندوق العاملين، و160 ألف جنيه المتبقى من الوديعة التى تسلمها البدوى من محمود أباظة رئيس حزب الوفد الأسبق، والبالغة 75 مليون جنيه.
واستطرد بأن البدوى دفع بالفعل 500 ألف جنيه رسوما للقضية القائمة الآن، ولكن عندما تم الصلح بين الكحكى والبدوى جرى تحصيل المبلغ إلى الجريدة ليصرف كمكافأة للعاملين فى شهر رمضان الكريم.
وأكد أن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة داخل الحزب الآن والتى تتمثل فى إقصاء الدكتور السيد البدوى نهائيًا من الحياة السياسية وخاصة أنه يمتلك شعبية كبيرة لدى أعضاء الوفد، وهذا ما ظهر فى رمضان عندما ذهب إلى أمانة الغربية وقام بتوزيع بعض الجوائز.
لن أعود مرة أخرى
ومن جانبه، قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد السابق، إنه لم يأخذ أى أموال من الحزب نهائيًا، بل أنفق الكثير عليه، وذلك بسبب الأزمة المالية التى ضربت جدران بيت الأمة فى الآونة الأخيرة.
وأوضح "البدوى" أنه تم توقيع عقد بين الشركة والحزب بسبب الإعلانات، ولم ينفذ على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن هناك حكما نهائيا ضد الكحكى بسداد المبلغ وحاليًا يتم تنفيذه.
وأشار رئيس حزب الوفد السابق إلى أن عدم رده على الحزب خلال الفترة الماضية، يأتى بسبب حرصه على عدم الإساءة لأى ممن يجلسون على مقاعد سبق أن جلس عليها، واحترامه الكامل للوفديين، ولذاته.
وأكد رئيس حزب الوفد أنه ليست له أى علاقة بالأزمة المالية نهائيًا، ولكن ما يتم عبارة عن صغائر تفتعلها حفنة، يحركها الحقد، والرغبة فى الانتقام، والغيرة من محبة الوفديين، والتفافهم حوله فى عدد من المناسبات، غيرة مريضة من بعض القيادات التى تجلس على مقاعد جلس عليها عظماء، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن تكون محبة الوفديين له ومحبته لهم جريمة يحاسب عليها.
اختتم البدوى، حديثه، قائلًا إنه يتمنى النجاح للمستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب الحالى فى منصبه، محققًا العديد من الإنجازات ليتولى فترة رئاسية ثانية، مشيرًا إلى أنه رفض عرض رئاسة الحكومة؛ بسبب اعتزاله للحياة السياسية نهائيا، وذلك بعد مشوار طويل من الحياة الحزبية والسياسية على أرض الواقع، مؤكدًا أنه لن يعود مرة أخرى إلى بيت الأمة.
من الأحق
محمد عبد العليم داود عضو الهيئة العليا للحزب، قال إن هذه الأموال هى ملك لحزب الوفد وللجريدة وهما يمران بأزمة مالية صعبة فى الوقت الحالى، لذلك يجب على بيت الأمة أن يستعيد كل مليم حتى يستفيد بها فلا يعقل أن يمر بأزمة مالية وله ملايين فى الخارج.
وأكد أن حزب الوفد له مبادئ وقيم ولا أتوقع أن تخرج هذه الأزمة خارج أسوار بيت الأمة، أو أن تصل للنيابة مثلما يتردد من البعض فهى ستُحل وديا بين جميع الأطراف.
الكحكى يختفى
تواصلت "بلدنا اليوم" مع رجل الأعمال علاء الكحكى، ولكنه لم يُجب للرد على ما تقدم.
إفساد عقد الإعلانات
قال النائب محمد فؤاد، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد السابق، لم يأخذ أى أموال من الحزب نهائيًا خلال المدة التى تولى فيها رئاسته، متابعا أن الأمر يتمثل فى أن الحزب دفع لعلاء الكحكى 18 مليون جنيه، مقابل إعلانات للحزب.
وأوضح "فؤاد" أن العقد الذى وقع بين الطرفين لم ينفذ على أرض الواقع ولذلك يعتبر لاغيا، مشيرًا إلى أن مطالبة الحزب لتلك الأموال من "البدوى"؛ يرجع إلى أنه المسئول الوحيد عن استردادها مرة أخرى.