قالت الدكتورة رشا الخولي، عميد كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس وخبيرة هندسة المياه، إنه طالما أن هناك ندرة في المياه فإننا سنواجه مشكلة في الغذاء، مشيرة إلى أنه من أسباب هذه الأزمة أيضًا الزيادة السكانية بمصر، وعدم زيادة حصة البلاد من المياه، فضلًا عن بناء سد النهضة.
وأضافت خبيرة هندسة المياه، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن الرغبة في التوسع في استصطلاح الأراضي، ومشروع المليون ونصف فدان، هذا كله أدى لعدم توافر المياه، الأمر الذي أدى إلى عدم كفاية المحاصيل الزراعية للمواطنين.
واستكملت الدكتورة رشا حديثها موضحة أن الرز هو أكثر المحاصيل الزراعية التي تستهلك المياه، مضيفة أنه يجب أيضَا الانتباه إلى المحاصيل الزراعية التي تستخدم المياه بشكل أقل من غيرها كالبطاطس والطماطم.
وتابعت أنه يجب أن يتم عمل تعادل بين المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة، والخضار الذي يستخدم كميات أقل من المياه، بحيث تكون المحاصيل الزراعية التي تستخدم كميات كبيرة هي الأنواع التي يتم استيرادها من الخارج، منوهة بأن هناك نظرية تسمى «كمية المياه الاسترادية» والتي تعتمد على قياس كمية المياه التي يستهلكها محصول معين، ولو كانت الكمية كبيرة يتم عندها استيراد هذا المحصول، وفي المقابل يجب أن يتم التوسع في المحاصيل التي تستهلك كميات قليلة من المياه.
وأشارت إلى أن عملية التوسع في الاستصلاح يجب ألا تكون مطلقة، وذلك لأنه يستخدم المياه الجوفية بكمية كبيرة، والتي تعد مصدر غير متجدد، وذلك يجب أن يتم استخدامها بشكل آمن أي أن يتم استخدامها بشكل متوازن حتى تستطيع ان تغذي الآبار، كما يجب أن يتم التوجه إلى المحاصيل التي تستخدم المياه المعاد استخدامها سواء كانت هذه المياه من المصارف الزراعية، أو مياه الصرف الصحي المعالج.
وأضافت أنه يوجد أيضًا إمكانية الاتجاه إلى تحلية مياه البحار كالسعودية والخليج، والتي يمكن من خلالها تغطية جزء بسيط من العجز، ولذلك يجب أن يتم دعم الأبحاث العلمية الذي يبحث عن الطرق الرخيصة في التحلية، والتي تستخدم طافة قليلة، وذلك لمقاومة الفجوة الغذائية التي يمكن أن تحدث في البلاد من خلال خطة مدروسة متكاملة تشترك فيه جميع الوزارات وذلك ضمن «رؤية مصر 2030».