هل يسعى ترامب لتفكيك الاتحاد الأوروبي ؟

الجمعة 29 يونية 2018 | 01:42 مساءً
كتب : لمياء يسري

أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الكثير من الجدل حوله، منذ إعلانه الترشح الرئاسي، للولايات المتحدة؛ وذلك بسبب تصريحاته، وبرنامجه الانتخابي، الساعي إلى معاداة الدول، خاصة العربية، بدلًا من التعاون معهم.

نجد رجل الأعمال المثير للجدل،  يعد ببناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك، لمنع المهاجرن غير الشرعيين، وكذلك منع تدفق السوريون اللاجئين للولايات المتحدة.

ومؤخرًا فرض رسوم على الاتحاد الأوروبي بنسبة 25% على الواردات الأميركية من الصلب، و10% على الألومنيوم.

 

دعم الانفصال البريطاني

دعّم دونالد ترامب، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، منذ إعلانه الترشح للرئاسة الأمريكية، وقال، إن لندن ستكون أفضل حالًا خارج الاتحاد الأوروبي، بسبب ارتفاع معدلات الهجرة.

وأضاف في تصرحات لصحيفة صنداي تايمز: «شخصيًا سأكون أكثر ميلًا إلى التصويت لخروج بريطانيا لأسباب كثيرة مثل التقليل إلى حد كبير من البيروقراطية. لكنني لست إنجليزيًا. وهذا رأيي فقط»

وقال رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك، «التصريحات المثيرة للقلق من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة، تجعل مستقبلنا لا يمكن التنبؤ به للغاية».

 

ويبدو أن الإدارة الجديدة تثير الشكوك في الـ70 عاماً الماضية من السياسة الخارجية الأمريكية.

 

 

الهجوم على الاتحاد بسبب اللائجين

هاجم ترامب الاتحاد الأوروبي، بسبب استقابل دولهم للاجئين، واعتبره خطأ كبير، في حق الشعوب الأوروبية.

 

وأعلن في تصريحات صحفية، عن تنبؤه بتفكك الاتحاد قائلًا،«يبدو لي أن الاتحاد الأوروبي سيتفكك"، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن انهيار الاتحاد بسبب مشكلة الهجرة وأن دولا أخرى ستحذو حذو بريطاني».

 

وانتقد سياسة ألمانيا: «أعتقد أن ميركل ارتكبت خطأ كارثيا يتمثل باستقبال جميع اللاجئين غير الشرعيين وجميع الناس من أينما أتوا».

 

وأضاف:«الجريمة في ألمانيا مرتفعة. والخطأ الكبير الذي تم ارتكابه في عموم أوروبا هو السماح لملايين الناس ممن غيروا ثقافتهم بعنف وقوة، بالدخول إليها، في إشارة إلى استقبالهم اللاجئين»

وتابع قائلًا: «لا نريد أن يحدث لنا ما يحدث في أوروبا».

 

خرق معاهدات دولية

انسحب ترامب من اتفاقية باريس الدولية للمناخ، وهي الاتفاقية التي كانت ثمرة جهود كبيرة قام بها سلفه باراك أوباما مع القوى الكبرى، من بينهم الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، ضاربا عرض الحائط بالعديد من المفاوضات التي استمرت لسنوات وانتهت بإعلان الاتحاد الأوروبي، دعمه للمشروع النووي الإيرايني، وسحبه للعقوبات التي فرضها عليها في السابق.

وجاء قرار ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها ليزيد من الخلاف بينه وبين أوروبا، إذ اعتبر الاتحاد الأوروبي خطوة ترامب"ضربة لعملية السلام"، فضلاً عن خلافات واضحة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عندما طالب الرئيس الأمريكي الدول الأعضاء بسداد ديونها لبلاده.

 

إغراء فرنسا للخروج من الاتحاد

قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إغراءات اقتصادية لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقابل خروج باريس من الاتحاد الأوروبي، أسوة ببريطانيا. وكان تقرير آخر قد أشار إلى أن ترامب اقترح على السويد الخروج من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية استنادا إلى مسؤولين اثنين أوروبيين، إن الزعيمين كانا يمشيان في إحدى ممرات البيت الأبيض، خلال اجتماعهما فيه أواخر إبريل / نيسان، فتوجه ترامب لماكرون بالسؤال «لماذا لا تخرج من الاتحاد الأوروبي؟"، مضيفا "إذا خرجت فرنسا من الاتحاد، فإنني سأوقع معها على اتفاقية تجارية، بشروط أفضل من تلك التي تربطنا مع الاتحاد الأوروبي».

ولم ينفِ البيت الأبيض ما جاء في التقرير، إلا أنه لم يعقّب عليه.

وقال ترامب هذا الأسبوع في كلمة ألقاها في تجمع حاشد في ولاية داكوتا الشمالية، «أنشئ الاتحاد الأوروبي بالطبعـ، للاستفادة من الولايات المتحدة».

وقالت الصحيفة إن حديث ترامب يدلل على أنه يقدم محفّزات لتفكيك منظمة هي من أهم حلفاء بلاده، خلافا للسياسة الأميركية الرسمية المعلنة.

 

 

 

اقرأ أيضا