يتصدر الشعب العربي المحتل في بلاد الفرس، الصورة دائمًا عندما يتعلق الأمر بالمظاهرات، فأصبحوا هم من يقودون فكرة الاحتجاجات، حتى تحولت إلى مبدأ يسيطر على عقول الشعوب العديدة التي تقطن الجمهورية الإسلامية.
المئات من التجار وأصحاب المحال التجارية في طهران، خرجوا للاحتجاج على الهبوط القياسي للعملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي.
بينما حاولت الشرطة تفرقة متظاهرين أمام البرلمان باستخدام الغاز المسيل للدموع، فقد شهد بازار طهران التاريخي إضرابا جزئيا للاحتجاج على ارتفاع الأسعار.
تفجير ثورة ديسمبر
تصدر الشعب الأحوازي غرب إيران المشهد في الانتفاضة الكبرى التي خرجت، ديسمبر العام الماضي، وخرجوا في حشود ضخمة، من الأحواز العاصمة، وعبادان، والمحمرة.
سرعان ما انتقلت تلك المظاهرات إلى جميع المدن والمحافظات الإيرانية، حتى وصلت العاصمة طهران، احتجاجًا على الفقر والبطالة التي تفشت في الفترة الأخيرة.
اشتدت حدة الاحتجاجات وقتها، وارتفع عدد ضحايا المظاهرات ضد النظام في إيران إلى 22 قتيلًا، في مطلع شهر يناير الماضي، وسط تهديدات من الحرس الثوري للمتظاهرين.
انتفاضة الأحواز
لم تتوقف الاحتجاجات والمظاهرات منذ ذلك الحين، ولكن قلت حدتها بشكل كبير، حتى اشتعلت مرة أخرى، ولكن هذه المرة من الإمارة العربية، نهاية مارس الماضي.
شهدت مدن الأحواز في إيران تظاهرات احتجاجًا على السياسات العنصرية هناك، واجهها النظام بالقمع والرصاص، الأمر الذي دفع الناشطون إلى اعتماد تكتيكات جديدة للاستمرار في حراكهم الرامي إلى نيل الحرية وحقوقه القومية كعرب تقع أرضهم تحت الاحتلال الفارسي.
العديد من وسائل الإعلام الأميركية أولت اهتمامًا كبيرًا لاحتجاجات عرب الأحواز، ضد ممارسات النظام الإيراني والقمع التي قامت بها السلطات وحملات الاعتقالات العشوائية التي طالت المتظاهرين، ما يظهر أهمية الإقليم العربي في الوقت وقدرته على إحداث تغيير وشيك في السلطة.
وأشار تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى المشاكل التي يعاني منها سكان إقليم الأحواز الغني بالنفط، خاصةً مشكلة البطالة التي تقارب نسبتها 15%، وهي أعلى من متوسط البطالة في إيران الذي يعادل 12.6% بحسب إحصائيات إيرانية رسمية.
التمهيد للاحتجاجات الحالية
مهدت الاحتجاجات الفئوية للأحواز على ارتفاع الأسعار في إيران، إلى المظاهرات المندلعة حاليًا هناك، حيث تجمع العشرات من أبناء مدينة الفلاحية منذ أيام، أمام مبنى شركة فارابي للمحاصيل والصناعة للاحتجاج على تفشي البطالة بين أبناء المدينة.
كما قادت ما تسمى بـ«المقاومة الأحوازية»، أكبر حملة لحرق البنوك والمؤسسات الاقتصادية والسياسية الإيرانية، ونشر موقع حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تسجيلا مصورًا يظهر إحراق فرع بنك صادرات في حي خزامي بقضاء كوت عبد الله فجر الأحد الماضي.
وذكر الموقع أن ثوارًا أحوازيين استهدافوا فرع بنك صادرات بسبب دوره في تمويل وتسهيل حركة أموال دعم إجرام نظام الإحتلال الإيراني، فضلاً عن سلبه لأموال المواطنين الاحوازيين وغيرهم من الشعوب داخل إيران.