«حين ميسرة- هي فوضى- خيانة مشروعة- دكان شحاتة- كف القمر».. تلك الأفلام وغيرها تظهر طبيعة القضايا التي يتناولها المخرج خالد يوسف في أعماله والتي تناقش مشاكل من واقع المجتمع، وهو ما تميز به المخرج في الفترة الأخيرة.
وفي محاولة واضحة منه للتحفيز نحو تغيير سياسي كان يجب أن يطرأ على الحكم المصري منذ فترة، استطاع «يوسف» أن يجعل من نفسه مخرجًا ليس عاديًا، منطلقًا من الواقع إلى شاشات السينما، بعدما كشفت الحجاب عن بعض المشاكل وعرت واقع المجتمع.
ربما كانت ثورة الشعب المصري يناير 2011، نقطة تحول في مسار المخرج خالد وسف، الذي يعد من بين صانعي تلك الثورة وأبرز محفزيها بأعماله، وتفرغ حينها للعمل السياسي من ثم انتقل إلى الندوة البرلمانية بعدما تم انتخابه في العام 2015 وأصبح عضوًا في مجلس الشعب عن دائرة القليوبية.
«كارما».. فيلمٌ عاد به المخرج السياسي للوسط الفني، ونزع عن جسده جلباب السياسة الذي ارتداه منذ عام 2011، وهو كما قال عنه النقاد، أنه يفضح ثقافة التعصب الدينى المنتشرة ليس فقط بين رجال الدين وتجاره، ولكن بين طبقات شعبية كثيرة، فأحد جوانب الصراع بين شخصيتين رئيسيتين في الفيلم «وطني وأدهم» أنهما مسيحى ومسلم، لكن طوال الفيلم، نلمس أن العلاقات الحياتية اليومية بين الجانبين جيدة جدا، لولا الثقافة السائدة التى يوظفها كثيرون لخدمة مصالح مختلفة.
أحداث "كارما" تدور حول عالمين مختلفين لشخصين، يقدمهما معًا الفنان عمرو سعد، أحدهما ثري وآخر فقير، يحلم كلاهما بالآخر، فنرى حياة الشخص الثري "أدهم المصري - رجل أعمال مسلم" كاملة في حلم يراود الفقير، بينما نشاهد التفاصيل الكاملة لحياة الفقير "وطني مينا - قبطي" عبر حلم الثراء، ثم تحدث مفارقة بأن يتم تبادل الأدوار بينهما، ويتقمص كل منهما الآخر.
الجرءة التي يتمتع بها العمل، ربما اعاقت طريقه بعض الشيء حينما اتخذخ المصنفات قرار بمنع الفيلم من العرض، وهو ما أباحته الرقابة وأخرجته للنور، فمن المقولات المشهورة في الفيلم والتي ظهرت خلال إعلاناته، أولاهم «فيه فرق بين اللى عاش الفقر، واللى سمع عنه»، والثاني «أنا لو من الحكومة لازم نرمى الفقرا فى النيل ونخلص»، حيث جاءتا على لسان أبطال الفيلم.
الضجة التي أخذاها الفيلم الذي يعد الأكثر من حيث تكلفة الإنتاج، من بين الأفلام التي أخرجها خالد يوسف، كان يتوقع له ازدحام على شبابيك التذاكر في سينما العيد، خصوصًا بعد منعه لجرئته فالمشاهد دائمًا ما يحرص على حضور الأفلام الواقعية والجريئة، إلا أن الإيرادات جاءت على عكس المتوقع، فكان الأقل من بين أفلام العيد، مع الرغم إنه من الأكثر تكلفة.
ففي اليوم الأول جاء في المرتبة الخامسة والأخيرة بعد كلًا من «حرب كرموز، وليلة هنا وسرور، وقلب أمه، والأبلة طم طم على الترتيب»، بإجمالي إيرادات 450,039 الف جنيه فقط، وفي يومه الثاني، وفي اليوم الثاني حقق الفيلم إجمالي إيرادات 811,497 ألف جنيه فقط، محافظًا على مركزه في الزيل في ثالث أيام العيد بإجمالي إيرادات وصلت إلى 858 ألف جنيه، رغم التكلفة والضجة والجرءة والواقعية، ليعكس توقعات المخرج والممثلين والجمهور.