حالة من الرضا انتابت الجانبين الأمريكي والكوري الشمالي، وذلك بعد التوافق بشأن اتفاقية نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وهو الاتفاق الذي من شأنه أن يؤثر على تلك المنطقة بأكملها.
القمة التي انعقدت، لم تؤثر فحسب على أمريكا ونظيرتها كوريا الشمالية، بل أن ذلك التأثير سيصبح ممتدًا لباقي دول العالم، وخاصةً إيران وإسرائيل، فبالنسبة للأولى، يُذكر أنها توجهت بالتحذير لكوريا الشمالية من إبرام أي اتفاق مع ترامب، وذلك على خلفية خروجه من الاتفاق النووي الخاص بها، والذي وقعت عليه أيضًا دول إنجلترا والمانيا وفرنسا وروسيا.
ومن جانبه أكد "ترامب" خلال القمة أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على إيران في المستقبل، واصفًا تلك العقوبات بأنها ستكون "شديدة" مضيفًا بأنه لم يحن الأوان لها بعد.
كان "ترامب" أكد قبل انعقاد القمة أنه سيعمل على فرض عقوبات جديدة على إيران، لم يسبق لها أن تطبق على أي دولة أخرى، مشيرًا إلى أن واشنطن ليست ضد توقيع اتفاق نووي مع طهران، ولكنها ضد الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2015 بحد ذاته.
واكد الرئيس الأمريكي أنه بعد فرض هذه العقوبات على طهران، ستسعى إلى توقيع اتفاق نووي جديد، مضيفًا أن إيران لم تعد توجه الاهتمام ذاته على منطقة البحر المتوسط وسوريا، كما أنها لم تعد لديها ثقة بنفسها كما كانت بالماضي.
كانت واشنطن، انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني بعد رغبتها في تعديل الاتفاق ليتم فرض مزيدًا من الأعباء على إيران بمقتضاه، وهو الأمر الذي رفضته طهران.
أما إسرائيل، فقد أبدت ترحيبها بشدة بالتوقيع على هذا الاتفاق النووي، لأنه سيجعل واشنطن تنتبه إلى إيران والخطورة التي تمثلها عليها، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "هارتس" الإسرائيلية.
وسبق لإسرائيل، المحاولة في مناسبات عديدة، لإفشال الاتفاق النووي الإيراني، ولكن لم تستطع أن تحقق مسعاها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وبعد تولي ترامب وإعلانه صراحةً عن وجهة نظره المعادية للاتفاق النووي مع إيران، تجددت أحلامها في هدم ذلك الاتفاق.
وبعد خروج واشنطن من الاتفاق، بدأت إسرائيل في محاولة التأثير على الدول الأوروبية أيضًا، للخروج من الاتفاق النووي.
ورجح المحللون الإسرائيليون أن الرئيس الأمريكي لن يستمر باهتمامه بالملف النووي لكوريا الشمالية، كما كان يفعل عند إدارته لأعماله، بل سيلقي به على كاهل أحد معاونيه.
وذكر المحللون أن أمريكا لا تتبع نفس المنهج عند تعاملها مع الملف النووي لإيران وكوريا الشمالية، فالأولى تهدد حليفتها الكبرى في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى طموحاتها الاستعمارية في سوريا، فضلًا عن دعمها لمليشيات "الحوثي" في اليمن.
ورأت الصحيفة انه في الوقت الذي تسعى فيه أمريكا لعقد اتفاق مع كوريا الشمالية، فإنها تسعى إلى تضييق الخناق على إيران لدفعها للوقوع في خطئ كبير يؤدي إلى في النهاية لوقوع حرب بين الدولتين، ولذلك ترى إسرائيل أن هذا الاتفاق، يأتي بمثابة فرصة عظيمة حتى تتفرغ أمريكا للتعامل مع الملف الإيراني.