المواطنون: الرصف أصبح عشوائيًا.. والمقاولون المنفذون خارج نطاق الخدمة
السائقون: الطرق مهمشة تمامًا وهناك مناطق لا تستطيع العربات «الكرو» السير فيها
المسؤولون: ميزانية الطرق بالمدن والقرى تُحال إلى مديرية الطرق والنقل للقيام بإجراءات طرح الأعمال.. والأولوية للطرق قيد الاستكمال
على الرغم من أن الدولة تنفق ملايين، بل مليارات الجنيهات على رصف وإعادة هيكلة الطرق، إلا أننا في محافظة الإسماعيلية ما زالت الطرق الزراعية وطرق القرى والنجوع خارج نطاق الخدمة تمامًا، مما يؤدي بصفة مستمرة إلى عشرات الحوادث اليومية، سواء من العمال أو انقلاب السيارات أو غيرها من الحوادث المختلفة بسبب المطبات الهوائية، التي أصبحت مقبرة للسيارات ومصيدة للموت المفاجئ للمواطنين، نتيجة التخطيط العشوائي والتنفيذ الخاطئ من قبل هيئة الطرق والشركات المنفذة.
رصدت "بلدنا اليوم" بعض المناطق التي باتت عائقًا رئيسيًا أمام السيارات والركاب والمارة.
في البداية، يقول الحاج محمد البحطيطي (مركز فايد)، إن الطرق أصبحت غير آمنة للسير عليها إطلاقًا، حيث إن التخطيط العشوائي وعدم إجراء دراسة جدوى للطرق قبل رصفها من قبل مسؤولي الطرق بالمحافظة، إضافة إلى أن الشركات المنفذة لعمليات الرصف لا تدرك على الإطلاق مدى خطورة التقصير والإهمال في هذه الطرق التي تنفذها، ولعلنا لا نذهب بعيدًا، فقد شهد طريق السويس - الإسماعيلية في الأشهر الثلاثة الأخيرة ما يقرب من ثلاثين حادثًا بسبب الإهمال فيه.
وتابع الحاج رمضان السني (مركز القنطرة غرب)، أن آخر 20 كيلومترًا تقريبًا من طريق بورسعيد - القنطرة قبل مدخل بورسعيد، تم تنفيذه بشكل خاطئ، حيث أُعيد رصفه أكثر من مرة، ورغم ذلك يحدث هبوط بالطريق. وكان من المفترض أن يتم عمل مجسات للطريق ودراسة جدوى أولًا لتحديد طبيعة التربة، أو إنشاء شبكات مسلحة لمنع هبوط الأرض مرة أخرى.
طرق الأقاليم أصبحت مصيدة للأرواح بالاسماعيلية
واستكمل محمود الحداد "سائق" "القنطرة شرق"، أن العديد من الطرق فى مصر تحتاج إلى صيانة ومتابعة دورية لتحقيق الأمن والسلامة عليها، بالإضافة إلى خدمات الطريق مثل سيارات الونش ومنها الطريق الزراعي والصحراوي اللذان أصبحا وبحكم التوسع العمراني حولهم في وسط الكتل السكنية أصبحت سيارات نقل الركاب الداخلية تتخذ منه مساراً ولذلك ينتظرها الأفراد على جانبي هذا الطريق بشكل خاطئ، وقد تعانى بعض قطاعات كلا الطريقين من الحفر وعدم استواء الرصف، فضلا عن غياب العلامات أو طمسها بلصق إعلانات عليها، وكذلك عدم وضوح بعضها مما يتسبب في عدم وضوح الطريق والمسارات الواجب إتباعها.
طرق الأقاليم أصبحت مصيدة للأرواح بالاسماعيلية
ويقول محمد عبده الحجراوى "محام" ، إن خامات الأسفلت التي تستخدم في الطرق داخل المحافظات من أسوأ نوعيات الأسفلت، التي من الممكن أن تتضرر بسكب مقدار صغير من الماء عليه، متسائلا: "ما سبب تدني نوعية الأسفلت المستخدم في حين أن الحكومة تصرف مليارات كل عام على هذه الطرق ومع ذلك تتدمر، ولا تجد من يرعاها بطريقة علمية"، وتعد الأزمة الحقيقية في الأسفلت المصري تنحصر أكثر في طرح مواصفات غير سليمة بالدرجة الكافية، موضحا أن الوصفة المصرية للأسفلت أن تكون الطبقة الأساسية موازية، بحيث يكون ضغط الإكس على الطريق 16 طن/ أكس.
وأوضح ياسر عبد العزيز "مدرس" أن العيوب التي يعاني منها الأسفلت المصري ترجع لعدة أسباب نجمت عن طرح مواصفات غير دقيقة من قبل الهيئة العامة للطرق والكباري، إلى جانب أن الجمارك تسمح بسير حمولات أكثر من المواصفات المنصوص عليها من قبل الهيئة العامة للطرق، فضلا عن التنفيذ الخطأ من قبل شركات المقاولين، وأيضا غياب معايير الكشف عن الطريق أثناء استلامه من الشركة المنفذة والمتماثلة في باندول ومدفع الضغط على الطريق للتعرف على مدي قوة الطريق.
ويقول المحاسب مدحت عباس رئيس مركز ومدينة القصاصين، انه بالنسبة لتنفيذ الطرق على مستوى المركز والمدينة فيتم طرحها وتنفيذها عن طريق مديرية الطرق بالإسماعيلية للاختصاص ، ومن حيث اختيار الطرق داخل المركز فيتم اختيارها عن طريق رئاسة المركز والمدينة والقرى التابعة لها، بشرط ان يكون الطريق يخدم كتلة سكنية كبيرة والا يقل عرضه عن 8م و 6 أسفلت يميناً ويساراً متر رصف، موضحاً انه قبل الاختيار يتم التنسيق مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وإدارة الكهرباء وكذلك الاتصالات على الا يقوم أي من تلك الجهات بالتعدي على الطريق بعد رصفه.
طرق الأقاليم أصبحت مصيدة للأرواح بالاسماعيلية
وأضاف ياسر عيادة مدير إدارة المتابعة بالمركز ومدينة التل، أنه يتم التنسيق ما بين القرية والقيادات الشعبية والطبيعية الموجودة بالقرى لدراسة الطرق المراد رصفه، ويتم وضعه حسب الأولوية والاهمية، وفى حالة الطرق المرصوفة والتي تدرج لها خطة الصرف، فيتم تنفيذ مشروع الصرف بها بأنه مشروع قومي ويتم رصفه في اقرب خطة بعد الانتهاء من المشروع، مع الاخذ في الاعتبار مع عمل المطابق بوسط الطريق وعمل فواريغ مواسير تعبر الطريق حتى لا يتم إهدار الرصف مرة آخري.
وقال المهندس احمد الشيمي مدير عام الطرق بالإسماعيلية، أن خطة رصف الطرق داخل المحافظة تتم بشكل دقيق، وبناءاً علي تعليمات محافظ الاسماعيلية يتم انشاء مطبات امام مدينة الطالبات بالدائري، وامام مدخل الجامعة القديمة، وكذلك هناك شبكة رصد علي مستوي المحافظة، حيث تم إصلاح غرفة الصرف الصحي بشارع فوكس، وذلك استجابة لشكاوى المواطنين، كما تم الانتهاء من إنشاء ورصف وإنارة طريق بر آيمن ترعة المنايف من السويس الصحراوي حتى سرابيوم



