في الثالث من مارس من كل عام، تحتفي مصر بذكرى إنجازٍ تاريخي للمرأة المصرية، وهو حصولها على حق الترشح والتصويت في الانتخابات عام 1956.
وهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى قانونية، بل هي تتويج لمسيرة نضال قادتها نساء مصر بشجاعة، وساهمت في تمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة للمشاركة الفعالة في المشهد السياسي والاجتماعي.
وفي هذه الذكرى الـ69، يؤكد اتحاد المرأة بحزب الوعي أن تحقيق العدالة الكاملة للمرأة لا يزال يتطلب المزيد من الجهود لمواجهة التحديات الراهنة.
وفي عام 1956، خَطَت المرأة المصرية خطوةً فارقة في تاريخها السياسي بحصولها رسميًا على حق التصويت والترشح، مما مهد الطريق لمشاركتها في أول انتخابات برلمانية بعد القرار. وبالفعل، تقدمت ثماني سيدات للترشح، لتُتوّج هذه المسيرة بفوز الناشطة راوية عطية، التي أصبحت أول امرأة عربية تدخل البرلمان عام 1957.
ولم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل كان نتيجة نضالات متواصلة قادتها رائدات الحركة النسائية في مصر.
وفي عام 1951، نظّمت الناشطة درية شفيق مظاهرة نسائية حاشدة شاركت فيها 1500 امرأة، توجهت إلى مجلس النواب للمطالبة بالحقوق السياسية وإصلاح قوانين الأحوال الشخصية.
وهذه المظاهرة، التي استمرت أربع ساعات، شكلت نقطة تحول كبيرة، إذ أجبرت المسؤولين على الاعتراف الرسمي بدور المرأة كشريك في الحياة السياسية.
واليوم، وبعد 69 عامًا، أصبحت المرأة المصرية قوة لا يُستهان بها في جميع الاستحقاقات السياسية، حيث تشارك بفاعلية في الانتخابات، وتؤدي أدوارًا محورية في البرلمان والمجالس المحلية والمجتمع المدني.
وأكد اتحاد المرأة بحزب الوعي في بيانه أن المرأة المصرية لا تزال تواصل كتابة تاريخها بفخر، رغم التحديات التي تواجهها، والتي تشمل العنف الأسري، والتحرش الجنسي، والقيود الاجتماعية التي تعيق تقدمها في بعض المجالات.
وأشار البيان إلى أن هذه الذكرى ليست فقط مناسبة للاحتفال بالماضي، بل هي دعوة لمواصلة العمل على تعزيز حقوق المرأة، وضمان حمايتها من جميع أشكال التمييز والعنف، وتحقيق التمكين الاقتصادي والقانوني لها.
وفي يوم تاريخي كهذا، يُوجه اتحاد المرأة بحزب الوعي التحية لكل من ساهمن في تحقيق هذا الإنجاز، من الرائدات اللواتي قدن النضال قبل عقود، إلى النساء اللواتي يواصلن العمل من أجل المساواة اليوم.
ويؤكد الاتحاد أن تحقيق التنمية المستدامة في مصر لا يمكن أن يتم دون مشاركة فعالة للمرأة في مختلف المجالات.
ولذا، فإن التحدي الأكبر في المرحلة القادمة هو إزالة العقبات التي لا تزال تقف أمام المرأة، لضمان أن تكون شريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل الوطن.