مع حلول شهر رمضان، تتساءل العديد من النساء الحوامل عن حكم الصيام ومدى تأثيره على صحتهن وصحة الجنين.
ويثير هذا التساؤل حالة من الحيرة بين الرغبة في الامتثال لفريضة الصيام والخوف من الأضرار الصحية المحتملة، فما هو الحكم الشرعي لصيام الحامل؟ ومتى يجوز لها الإفطار؟
متى يجوز للحامل الإفطار في رمضان؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المرأة الحامل يجوز لها الإفطار إذا كان الصيام يشكل خطرا على صحتها أو صحة جنينها، بناء على نصيحة طبية مؤكدة.
وتابعت: فإذا أصرت على الصيام رغم التحذيرات الطبية وتعرضت لمضاعفات، فإنها تكون قد أضرت بنفسها، وهو أمر محرم في الشريعة الإسلامية التي تضع حفظ النفس ضمن الأولويات.
القضاء والفدية.. ما المطلوب من الحامل إذا أفطرت؟
بحسب الفتاوى الشرعية، إذا أفطرت المرأة الحامل بسبب نصيحة الطبيب، فعليها قضاء الأيام التي لم تصمها بعد زوال العذر، أي بعد الولادة واستعادة القدرة على الصيام.
أما إذا كان لديها مرض مزمن أو حالة صحية تمنعها من الصيام بشكل دائم، فإنها تلزم بدفع فدية عن كل يوم تفطره، وتقدر هذه الفدية بمقدار 510 جرامات من القمح أو ما يعادلها ماليا، والتي تم تحديدها هذا العام بـ30 جنيها عن كل يوم، تعطى للفقراء والمحتاجين.
آراء الفقهاء حول صيام الحامل والمرضع
اختلفت المذاهب الفقهية في تحديد الأحكام المتعلقة بصيام الحامل والمرضع، بناء على سبب الإفطار:
- المذهب المالكي: يرى أن الحامل إذا أفطرت خوفا على نفسها أو جنينها، فعليها القضاء فقط، أما المرضع فإذا أفطرت خوفا على رضيعها، فعليها القضاء مع الفدية.
- المذهب الحنفي: يؤكد أن كلا من الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفا على أنفسهما أو على الجنين فقط، فعليهما القضاء فقط دون فدية، لأن الجنين يعد جزءا من جسد الأم.
في النهاية، يعتمد قرار صيام الحامل على حالتها الصحية وتوجيهات الطبيب المختص، مع التأكيد على أن الشريعة الإسلامية تقدم الحفاظ على الصحة وسلامة الأم والجنين على أداء الفريضة.
وعليه، إذا كان الصيام يشكل خطرا على المرأة الحامل، فإن الإفطار يكون هو الخيار الأفضل، مع الالتزام بالقضاء أو الفدية وفقا لحالتها الصحية.