روسيا والناتو: استراتيجية بوتين وموازين القوى في الصراع الأوكراني

الاربعاء 26 فبراير 2025 | 08:22 صباحاً
كتب : بسمة هاني

أكد الدكتور طارق البرديسي، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، أن الهجوم بالطائرات المسيرة يعكس بوضوح أن الاستراتيجية العسكرية لروسيا تقوم على الدفاع عن أمنها القومي والحفاظ على مصالحها الحيوية. 

وأوضح أن موسكو تعتبر حماية حدودها وتأمينها من الأولويات الأساسية، مشيرًا إلى أن أي قوة عظمى، بما في ذلك الولايات المتحدة، تتخذ إجراءات مماثلة لحماية نفوذها.

ترامب والناتو: رؤية جديدة للأمن الأوروبي

لفت البرديسي إلى أن دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته، أبدى توجهات مثيرة للجدل، مثل تهديده بضم جرينلاند من الدنمارك، أو حتى مزاحه بشأن اعتبار كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة. 

وأشار إلى أنه إذا كانت مثل هذه التصريحات تصدر من زعيم أمريكي، فمن المنطقي أن تسعى روسيا إلى حماية أمنها القومي، خاصة في ظل التهديدات التي تراها من حلف الناتو.

وأضاف أنه في حال عاد ترامب إلى السلطة، فمن المتوقع أن يقدم مقاربة جديدة لدور أمريكا في حلف الناتو، قد تشمل تقديم ضمانات أمنية لروسيا مقابل وقف التصعيد العسكري.

مكاسب بوتين والواقع الميداني

شدد البرديسي على أن كثافة العمليات العسكرية الحالية تعكس حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ترسيخ المكاسب التي حققتها بلاده في المناطق المتنازع عليها، مثل دونيتسك ولوهانسك وغيرها من الأقاليم التي باتت تحت السيطرة الروسية.

وأوضح أن هذه المناطق ذات أغلبية ناطقة بالروسية، ما يجعلها جزءًا من الهوية القومية الروسية في نظر موسكو.

التفاوض من موقع قوة

أوضح البرديسي أن بوتين يسعى، عند الدخول في أي مفاوضات مستقبلية، إلى تثبيت واقع ميداني يعزز موقف روسيا التفاوضي، فكلما ازدادت السيطرة الروسية على الأرض، كلما تمكنت موسكو من فرض شروطها وإجبار الغرب على تقديم تنازلات أو ضمانات أمنية تلبي مصالحها الاستراتيجية.

وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، يرى الدكتور طارق البرديسي أن الصراع الروسي الأوكراني يمر بمرحلة حاسمة، حيث تسعى روسيا لتأكيد هيمنتها على المناطق التي تسيطر عليها، بينما يحاول الغرب إعادة تشكيل استراتيجيته تجاه موسكو.

اقرأ أيضا