ستارمر في مواجهة ترامب.. اختبار دبلوماسي في قلب واشنطن

الاحد 23 فبراير 2025 | 12:39 مساءً
ستارمر في مواجهة ترامب: اختبار دبلوماسي في قلب واشنطن
ستارمر في مواجهة ترامب: اختبار دبلوماسي في قلب واشنطن
كتب : محمود أمين فرحان

عندما يستعد رئيس الوزراء البريطاني لزيارة واشنطن هذا الأسبوع، تكون الرهانات في أعلى درجاتها والمخاطر في ذروتها, بالنسبة لرؤساء الوزراء البريطانيين، الذين تشكّل وعيهم السياسي بروايات تشرشل وروزفلت، ومارغريت تاتشر ورونالد ريغان، تُعد زيارة البيت الأبيض لحظة تاريخية تحمل في طياتها بريقًا خاصًا.

وكما وصفها أحد الدبلوماسيين البريطانيين: "يُفرش السجاد الأحمر، تُعزف الأناشيد الوطنية، وكل هذه المراسم مغرية للغاية."

ترتيب هذه الزيارة مبكرًا خلال الولاية الثانية لدونالد ترامب

حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر سعت بقوة لترتيب هذه الزيارة مبكرًا خلال الولاية الثانية لدونالد ترامب, وفي البداية، بدا أن اللقاء بين الرجلين قد يكون ناجحًا أو على الأقل غير كارثي, منذ إعادة انتخاب ترامب، تبنت بريطانيا سياسة "لا تزعج الوحش"، أي تجنب استفزازه، وخفض التوتر، واستغلال الروابط التي يُفترض أن ترامب يقدّرها مثل الغولف والعائلة الملكية البريطانية.

استراتيجية "لا تزعج الوحش" لم تنجُ طويلًا

لم تتعرض بريطانيا حتى الآن لهجمات ترامب اللاذعة كما حدث مع دول أخرى مثل كندا والمكسيك والدنمارك, بل إن الرئيس الأمريكي أشاد بستارمر، واصفًا إياه بـ"الرجل الجيد" الذي "قام بعمل جيد حتى الآن". لكن هذا الهدوء كان مؤقتًا، فقد تصدعت العلاقات عبر الأطلسي مؤخرًا بشكل غير مسبوق. وفقًا لتقرير الجارديان

المشكلة بدأت عندما أعلن ترامب عن بدء مفاوضات أرض مقابل السلام مع فلاديمير بوتين، متجاوزًا بذلك كييف وأعضاء الناتو الأوروبيين. تلا ذلك لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الروسي في السعودية، من دون إشراك أو حتى استشارة أوكرانيا.

الأمر ازداد سوءًا حين صرّح نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، بتشكيكه في القيم الأوروبية، واجتمع مع زعيم حزب اليمين المتطرف الألماني AfD عشية الانتخابات الألمانية, زاد الطين بلة حين وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زورًا بـ"ديكتاتور"، محمّلًا إياه مسؤولية الحرب التي أشعلتها روسيا بغزوها لأوكرانيا.

موقف صعب لرئيس الوزراء البريطاني

عندما يجلس ستارمر أمام ترامب، سيواجه اختبارًا حقيقيًا. هل سيكون لديه الجرأة للرد على أكاذيب ترامب بشأن أوكرانيا؟ الصمت قد يُفسر على أنه ضعف، لكن التصدي المباشر قد يثير غضب رئيس أمريكي معروف بحساسيته الشديدة وانتقامه السريع.

هناك أيضًا خطر أن يقابل ترامب أي محاولة بريطانية للتأثير على الموقف الأمريكي تجاه أوروبا وأوكرانيا بالرفض التام, بعض المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن هناك فرصة لإحداث اختراق، لا سيما أن المواقف داخل إدارة ترامب لا تزال في حالة تغير مستمر.

كيف يمكن أن ينجح ستارمر؟

الاستراتيجية الأذكى ربما تكمن في مخاطبة غرور ترامب, كما قال كيم داروك، السفير البريطاني السابق لدى واشنطن: "لو كنت مكان ستارمر، سأقول لترامب إن هذه فرصتك لترك بصمة في التاريخ كرجل أنهى هذه الحرب وجلب السلام. لكن هذا يتطلب اتفاقًا عادلًا، لا تسوية قذرة ستُظهره كضعيف خُدع من قِبل بوتين."

قد يكون من غير اللائق اللعب على أوتار النرجسية، لكنه قد يكون السبيل الوحيد للعودة من واشنطن بشيء يُعتبر نجاحًا، ولو بسيطًا.

اقرأ أيضا