حماس بين نيران الاحتلال وتراجع نفوذ حزب الله: هل يتغير المشهد في لبنان؟(خاص)

الاربعاء 19 فبراير 2025 | 11:02 صباحاً
الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
كتب : بسمة هاني

تشهد الساحة اللبنانية تطورات متسارعة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، حيث أصبحت الضربات الإسرائيلية تستهدف مواقع تابعة لحركة حماس داخل لبنان، في تحول لافت يعكس تغيرًا في طبيعة الصراع في المنطقة.

المشهد اللبناني يشهد تغيرات سياسية وأمنية

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه المشهد اللبناني تغيرات سياسية وأمنية ملحوظة، أبرزها الحديث عن تراجع نفوذ حزب الله نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل حركة حماس في لبنان ودورها في المرحلة المقبلة.

وفي ظل هذه المعطيات، تواجه حماس تحديات متزايدة تتعلق بقدرتها على الحفاظ على وجودها ونفوذها في لبنان، خصوصًا مع تصاعد الاستهداف الإسرائيلي لها، وضرورة التعامل مع المتغيرات الجديدة في الساحة اللبنانية.

فكيف سيتشكل مستقبل الحركة في ظل هذه التحولات؟ وما انعكاسات ذلك على الوضع الإقليمي والصراع مع إسرائيل؟

ويجيب عن التساؤلات الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس.

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف بشكل متعمد مواقع أمنية ومدنية في غزة، حيث قصف مجموعة شرطية كانت تؤمن المساعدات في رفح ومنطقة المغازي.

ثم استهدف القيادي في حركة حماس محمد شاهين، مما يعكس سعيه لإشعال التوتر بشكل كبير. ولفت إلى أن ما يحدث في لبنان من استهدافات متكررة لمواقع لبنانية مختلفة، إلى جانب إصرار الاحتلال على عدم الانسحاب من المناطق المتفق عليها، يؤكد نواياه التصعيدية.

وأوضح أن الاحتلال كان مطالبًا بالانسحاب من لبنان بحلول السادس والعشرين من الشهر الماضي، لكنه لم يلتزم بذلك.

وشدد الدكتور الرقب على أن الأوضاع الحالية في لبنان لا تزال معقدة، حيث يتراجع نفوذ حزب الله بشكل ملحوظ، لا سيما مع وجود رئيس جديد ورئيس حكومة يسعيان لتعزيز سيادة الدولة، بينما لا يزال الجيش اللبناني عاجزًا عن فرض نفوذه بشكل كامل على الأراضي اللبنانية.

وأكد أن حزب الله سيجد نفسه في لحظة معينة مضطرًا لاتخاذ قرارات حاسمة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن الجيش اللبناني غير قادر على مواجهته بمفرده.

وأشار إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة تأثرت سلبًا بتراجع نفوذ حزب الله في لبنان، خاصة بعد الضربات القاسية التي تلقاها من الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن المشهد اللبناني يشير إلى ضرورة أن تفرض الدولة نفوذها، رغم أن تجريد حزب الله من سلاحه لن يكون سهلًا، وهو ما يسعى إليه الاحتلال والولايات المتحدة، لكنه يبقى تحديًا كبيرًا في ظل استمرار الاحتلال للأراضي اللبنانية. ولفت إلى أن اللبنانيين قد يجدون أنفسهم بحاجة إلى حزب الله لمواجهة إسرائيل، مما يجعل أي محاولات لنزع سلاحه مسألة معقدة.

وأوضح الدكتور الرقب أن حركة حماس تعرضت لضربة قاسية على الأراضي اللبنانية، ومن غير المحتمل أن يكون هناك رد من داخل لبنان، بينما يبقى الرد من غزة صعبًا في ظل انتظار نتائج الوساطة الجارية لاستكمال التهدئة.

وأكد أن المرحلة القادمة ستكون شديدة التعقيد، مما يستدعي تدخلًا دوليًا وعربيًا للضغط على الاحتلال من أجل الانسحاب من الأراضي اللبنانية والالتزام بالاتفاق المبرم في التاسع عشر من يناير الماضي.

اقرأ أيضا