قال الباحث والكاتب السياسي الأردني حمادة فراعنة, إن رسالة الرئيس الأميركي ترامب، التي نُشرت عبر موقع البيت الأبيض الإلكتروني، جاءت بمثابة اعتذار علني للملك عبدالله، وللشعب الأردني، وللدولة الأردنية، التي تربطها بالولايات المتحدة اتفاقات ومصالح وتفاهمات.
خرق وتجاوز البروتوكول
وأكد "فراعنة" في تصريحات لبلدنا اليوم، أن هذا الاعتذار جاء بعد الخرق الذي شهدته زيارة الملك إلى واشنطن، حيث تم دفع الصحفيين لدخول المكتب الرئاسي في البيت الأبيض دون إعلام الوفد الأردني أو التنسيق معه، مما شكل تجاوزًا للبروتوكول المتفق عليه قبل انعقاد القمة في 11 فبراير 2025.
ولفت إلى أن الرئيس ترامب كان على دراية مسبقة بمواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية، ورفضه لسياسات واشنطن السابقة، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل في 2017، ورفض "صفقة القرن" عام 2020.
كما أشار إلى أن الملك، من جانبه كان على علم بمواقف ترامب، ما يعني أن كلا الطرفين كانا مدركين لمواقف بعضهما البعض قبل انعقاد القمة.
وشدد على أن التصريحات التي أدلى بها ترامب أمام الصحفيين، قبل انعقاد الاجتماع، والتي تناولت قضايا تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية لإسرائيل، كانت محاولة لإحراج الأردن، غير أن الملك تعامل مع الموقف بحنكة وشجاعة، مؤكدًا أن أي حلول يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مواقف الشعب الأردني ومصالحه الوطنية، وأن معالجة أوضاع غزة ستتم عبر خطة عربية يتم إعدادها من قبل مصر.
وأشار إلى أن المفاوضات بين الطرفين لم تؤدِ إلى أي اتفاق، حيث ظل كل طرف متمسكًا بمواقفه المعلنة سلفًا.
الموقف الأردني ثابت
وأضاف أن تصريحات ترامب لم تكن مفاجئة، كما أن الموقف الأردني ظل ثابتًا، مدعومًا شعبيًا ورسمياً، ومتماشيًا مع مواقف الدول العربية التي اجتمع وزراء خارجيتها في القاهرة في 1 فبراير 2025، بالإضافة إلى توافقه مع الموقف الأوروبي الرافض لمقترحات ترامب، والذي عبرت عنه دول مثل ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، وإسبانيا.
وختم "فراعنة" بالتأكيد على أن رسالة ترامب جاءت بضغط من مؤسسات الدولة العميقة في واشنطن، ومن لجان الكونغرس، في إشارة إلى المكانة التي يحظى بها الأردن والاحترام الذي يكنّه له مختلف المؤسسات الأميركية.