تعليق الرحلات الإيرانية إلى لبنان.. تصعيد أمني أم فرصة لإعادة البناء؟

الاثنين 17 فبراير 2025 | 12:49 مساءً
أستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي
أستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي
كتب : بسمة هاني

أعلن حسين بورفرزانه، رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، تعليق الرحلات الجوية إلى لبنان حتى 18 فبراير الجاري، بسبب "الظروف الأمنية الحالية في مطار بيروت".

وأوضح "بورفرزانه" في تصريحاته للصحفيين، أنه بناء على التواصل الكتابي بين منظمة الطيران المدني الإيرانية ولبنان، طلب الجانب اللبناني تعليق الرحلات الإيرانية إلى بيروت بسبب الظروف الأمنية المتدهورة، وإلغاء الرحلات الخارجية إلى لبنان في الفترة الحالية.

جاء هذا القرار بعد أن أعلنت مديرية الطيران المدني اللبنانية في الأسبوع الماضي أنها أعادت جدولة بعض الرحلات المتجهة إلى لبنان، بما في ذلك الرحلات القادمة من إيران، وذلك من أجل تنفيذ إجراءات أمنية إضافية لحماية الركاب والطائرات وضمان سلامة مطار بيروت.

وقد شهد مطار بيروت الدولي حالة من الفوضى بسبب قطع الطرق المؤدية إلى المطار من قبل مئات من مؤيدي "حزب الله"، الذين منعوا المسافرين من الوصول إلى المطار أو المغادرة بسياراتهم.

جاء ذلك اعتراضًا على منع طائرة إيرانية من الإقلاع من طهران إلى بيروت يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى تأخير العديد من المسافرين عن مواعيد رحلاتهم.

التخلص من سطوة حزب الله على المؤسسات اللبنانية

وأكد الدكتور بدر الماضي، أستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية، أن لبنان دخل مرحلة جديدة تهدف إلى التخلص من سطوة حزب الله على مؤسسات الدولة بمختلف مستوياتها، وهي السطوة التي دعمتها إيران على مدار سنوات طويلة.

وأضاف في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أن معظم المؤسسات اللبنانية والمواطنين يرون في هذه المرحلة فرصة لا تتكرر لإعادة بناء الدولة بعيدًا عن أذرع إيران.

في المقابل، أشار إلى أن إسرائيل لا ترغب في فقدان إنجازاتها، خاصة وأنها تدرك أن السماح لإيران بإعادة تأثيرها في لبنان يعني إعادة تمكين حزب الله واستخدام الأراضي اللبنانية كتهديد للأمن الإسرائيلي، مما يتعارض مع مصالحها.

وأوضح "الماضي"، أن الولايات المتحدة وإسرائيل على دراية تامة بأنه لم يعد لحزب الله شريان حياة كقوة لا تقهر في لبنان سوى المطار، ولذلك عملتا على إرسال رسالة مفادها أنهما لن تسمحا بنزول الطائرات إلا ضمن إجراءات تؤكد عدم تمكين الحزب من الحصول على أي مقومات قوة.

وأشار إلى أن هذا القرار سيعطي حزب الله الفرصة لممارسة أقوى الضغوط الشعبية ضد العهد الجديد، سعيًا للبقاء في حالة من الفوضى المستمرة التي تخدم الأهداف الإيرانية وبالتالي مصالح الحزب.

اقرأ أيضا