توجهات الناخبين العرب في أمريكا بين دعم ترامب والتغيرات السياسية المقبلة (خاص)

الاحد 09 فبراير 2025 | 11:52 صباحاً
كتب : بسمة هاني

كان للأمريكيين العرب والمسلمين دور بارز في إعادة انتخاب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، رغم أنهم لا يشكلون نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة.

وقد كان تأثيرهم كبيرًا بشكل خاص في بعض الولايات الحاسمة، بالإضافة إلى قوة التأثير الإعلامي للقضايا التي تهمهم، مثل القضية الفلسطينية. 

في هذا السياق، تبرز مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان كمثال على تحوّل أصوات الناخبين العرب في الولايات المتحدة.

ورغم أن العرب والمسلمين الأمريكيين لا يشكلون نسبة ضخمة من السكان، في الولايات المتحدة، فقد كان لهم دور مهم في إعادة انتخاب دونالد ترامب إلى منصبه. 

يعود تأثيرهم الكبير إلى عاملين رئيسيين: الأول هو تواجدهم المكثف في ولايات حاسمة، مثل ميشيغان، حيث كان التنافس في الانتخابات الرئاسية حادًا، والثاني هو القوة الإعلامية التي تتمتع بها قضايا العرب والمسلمين، مثل القضية الفلسطينية، التي كانت حاضرة بشكل لافت في السنوات الأخيرة، خاصة مع تطور الأوضاع في غزة.

لقد كانت القضية الفلسطينية هامة بالنسبة لترامب في إطار حملته الانتخابية، لكن تأثيرها استمر بعد انتخابه أيضًا.

ففي بداية رئاسته، صدم ترامب الأمريكيين العرب والمسلمين بتصريحاته حول نقل الفلسطينيين من غزة و"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع.

مدينة ديربورن في ميشيغان، التي يهيمن عليها السكان العرب، كانت نموذجًا واضحًا لهذا التغيير في توجهات الناخبين.

ففي انتخابات 2020، حصل بايدن على أغلبية ساحقة من أصوات ديربورن، لكن في 2024، تغيّرت الأمور بشكل كبير لصالح ترامب، مما أظهر تحولًا كبيرًا في دعم الناخبين الأمريكيين العرب.

ومن هذا المنطلق يوضح الدكتور نبيل ميخائيل المحلل السياسي بواشنطن لبلدنا اليوم، أنه من المبكر جدًا الجزم بأن الناخبين العرب في الولايات المتحدة، سيصوتون ضد الرئيس ترامب في المستقبل، موضحًا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستُعقد في عام 2028، وهو موعد لا يزال بعيدًا من الناحية الزمنية.

وأكد ميخائيل، أن ترامب قد لا يكون حتى المرشح الرسمي للحزب الجمهوري، حيث إن هناك جدلًا قانونيًا حول أهليته للترشح لفترة جديدة، نظرًا لأنه قد أكمل بالفعل ولايتين، بما في ذلك الولاية التي بدأها قبل أسابيع قليلة.

ولفت ميخائيل، إلى أن هناك قطاعًا من العرب الأمريكيين سيظل مؤيدًا لترامب، خاصة بسبب مواقفهم المحافظة اجتماعيًا، إذ يتفقون معه في قضايا مثل الإجهاض وزواج المثليين وغيرها من المسائل الأخلاقية. ومع ذلك.

شدد ميخائيل، على أن الامتحان الحقيقي لتوجهات الناخبين العرب والمسلمين سيكون خلال الانتخابات التشريعية لعام 2026، حيث قد يفضلون دعم مرشحين ديمقراطيين أو مستقلين بديلين عن ترامب.

وفي سياق آخر، أوضح ميخائيل، أن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط لا تزال غير واضحة المعالم، مشيرًا إلى أن ترامب قد يفضل دورًا روسيًا في سوريا، خصوصًا على المستوى الأمني، وهو ما قد يحظى ببعض التأييد من العرب في أمريكا.

وأكد أن السؤال الأهم يتمثل في مدى انحياز ترامب لإسرائيل، وما إذا كانت سياساته في السنوات الأربع المقبلة ستكون متزنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أم ستظل منحازة لطرف دون الآخر. وشدد ميخائيل على أن مواقف ترامب تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد توجهات الناخبين العرب الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

اقرأ أيضا