تواجه الأراضي الزراعية في قطاع غزة تحديات كبرى بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بها خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى تدمير المحاصيل وحرمان آلاف المزارعين من مصدر رزقهم الأساسي. وتعد هذه الأراضي ركيزة أساسية للأمن الغذائي المحلي، إذ تغطي نحو 41% من مساحة القطاع، وتوفر المنتجات الزراعية الضرورية للسكان والأسواق الإقليمية.
وحسب ما نقله الموقع الرسمي لمنظمة "الأمم المتحدة"، كشف عدد من المزارعين المتضررين حجم الدمار الذي أصاب أراضيهم، حيث أكد حسن العرجان، وهو أحد المزارعين في رفح، أن الدبابات والجرافات جرفت الأراضي واقتلعت المحاصيل وأشجار النخيل، مما تسبب في خسائر فادحة. وأوضح أن الدمار لم يقتصر على الأراضي الزراعية، بل طال أنظمة الري والبيوت البلاستيكية، مما جعل استئناف الزراعة أمرًا بالغ الصعوبة.
أوضح المزارع غالب أبو محسن أن مزرعته، التي كانت تمتد على عشرة دونمات وتنتج الطماطم والخيار والبطيخ، اختفت تمامًا بسبب التجريف، مما وضع أسرته في أزمة معيشية حادة.
وقف إطلاق النار فرصة حاسمة لإعادة البناء
بالإضافة إلى ذلك، أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن وقف إطلاق النار يمثل فرصة محورية لمعالجة الأزمة الغذائية في غزة، من خلال تسريع عمليات الإغاثة وإطلاق جهود التعافي. وأشارت إلى أن أكثر من مليوني شخص في القطاع يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بعد انهيار الإنتاج الزراعي.
كما شددت نائبة المدير العام للمنظمة، بيث بيكدول، على أن عملية التعافي ستكون طويلة وتتطلب جهودًا دولية مستدامة لضمان وصول المساعدات وإعادة بناء القطاع الزراعي بما يضمن استدامة الأمن الغذائي.
إجراءات عاجلة لإنقاذ الزراعة
و تعهدت منظمة الفاو بالعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية، من خلال إصلاح البيوت الزجاجية والآبار وأنظمة الري بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توفير المدخلات الزراعية الحيوية للمزارعين المتضررين.
دعت بيكدول إلى دمج جهود الإغاثة العاجلة مع خطط التنمية طويلة الأجل، لضمان إعادة بناء قطاع الزراعة وتعزيز القدرة على الصمود أمام الأزمات المستقبلية، مؤكدة أن الأمن الغذائي في غزة يجب أن يكون أولوية دولية لدعم السكان واستعادة الأمل في مستقبل أكثر استقرارًا.
إعادة إعمار الزراعة في غزة
إعادة إعمار الزراعة في غزة
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
