ارتفعت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان إلى 830 خرقا، منذ سريان الاتفاق قبل 68 يوما.
ومؤخرا أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة منازل بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين في جنوب لبنان، وهي جرائم جديدة تضاف لسجل الجرائم الإسرائيلية في لبنان.
وقال الدكتور أيمن عمر، الباحث الاقتصادي والسياسي، إنه بعد عدة شهور من تبادل النار وصولًا إلى حرب عسكرية بين حزب الله والكيان الإسرائيلي تحت عنوان حرب إسناد غزة، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار ودخوله حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
وأضاف في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم ببنود الاتفاق أهمها انسحاب جيش الاحتلال تدريجيا من جنوب لبنان خلال مدة 60 يوما، مما أدّى إلى تمديد المدة حتى 18 فبراير 2025.
وأضاف: "يبرر جيش الاحتلال ذلك بعدم التزام الجانب اللبناني بالاتفاق، عبر نشر القوات المسلحة اللبنانية في هذه المناطق، فيما يبدو أن هناك قرارًا إسرائيليًا بعدم الانسحاب من القرى الأمامية في الجنوب لضمان منطقة عازلة بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وللقضاء على أي وجود ونشاط عسكري وأمني لحزب الله في المناطق والقرى المحاذية للحدود".
وتابع: "أيضًا من ضمن البنود التي لم يلتزم بها جيش الاحتلال هي وقف الأعمال العسكرية سواء في جنوبي أو شمالي الليطاني، خاصة وأن إسرائيل تعتقد أن حزب الله تعرّض لهزيمة عسكرية وتفكّكت بنيته العسكرية، وبالتالي يستغل جيش حالة عدم التوازن لحزب الله وفقدان جزءًا كبيرًا من قدراته وقوّته وقادته، ويستمر بهذه الانتهاكات معتمدًا أيضًا على غطاء دولي".
وأوضح "عمر"، أن هناك نيّة لدى جيش الاحتلال بشنّ عمليات جديدة ضد حزب الله مع إصرار الاحتلال على نزع سلاح حزب الله بالكامل وتدمير بنيته التحتية ومواقعه العسكرية في كامل الأراضي اللبناني وتفكيك منشآته، معتمدًا على مندرجات الاتفاق الذي ينصّ على: "نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان"، ويفسرون ذلك أنه يبدأ تنفيذ نزع السلاح والمواقع والمنشآت من جنوب الليطاني وصولًا إلى كامل الأراضي اللبنانية، في حين ينفي حزب الله ورود بند نزع سلاحه والالتزام بالقرارات الدولية السابقة التي تنصّ على ذلك مثل القرار 1559.
وتابع: "هنا لبّ الصراع الحالي، إذ يبدو أن هناك قرارًا دوليًا بنزع السلاح بالتعاون مع بعض الأطراف الإقليمية، وبالتالي سيستمر الصراع والانتهاكات الإسرائيلية حتى تحقيق الهدف المنشود، إلا إذا قررت الإدارة الأميركية تغيير هذه السياسة وتعويم النفوذ الإيراني وكذلك حزب الله في المنطقة من جديد، بسبب التطورات السورية واستلام الإسلام السياسي بشقّه التركي الحكم في سوريا".
واختتم: "الوضع في جنوب لبنان صعب ومعقّد جدًا، لم يستطع الآلاف من اللبنانيين العودة إلى قراهم ومنازلهم المهدّمة، ولم تستطع العديد من العائلات من انتشال جثث أبنائهم ودفنها، ولم تبدأ حتى اللحظة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب واستصلاح الأراضي الزراعية، وأظن أن هناك قرارًا لحزب الله باستمرار التحركات الشعبية لعودة النازحين الى القرى الحدودية المتاخمة للحدود، والانتقال في هذه المناطق من المقاومة المسلّحة إلى المقاومة الشعبية مما يعني استمرار الصراع ولكن بأوجه مختلفة عن السابق".