تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيم اللاجئين، حيث تكشف مصادر في قيادة الجيش الإسرائيلي عن دوافع واضحة لهذه الهجمات، التي تتراوح بين إفساد احتفالات الفلسطينيين بالإفراج عن الأسرى في صفقة التبادل، وبين تنفيذ عمليات تدمير كبيرة في المدينة. هذه الهجمات تساهم في زيادة التوترات في المنطقة بشكل ملحوظ.
تدمير واسع في جنين
قال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، إن العمليات العسكرية أسفرت عن تدمير شامل في المدينة، حيث جرى إحراق ما بين 70 إلى 80 منزلًا، وتدمير 30 إلى 40 منزلًا بشكل كامل، إضافة إلى تضرر مئات المنازل الأخرى جزئيًا.
استخدمت القوات الإسرائيلية في هجومها جرافات ضخمة من طراز "دي 9"، التي جرفت كل شيء في طريقها، من منازل وأسوار وبنية تحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ"بلدنا اليوم" أن الهدف المحتمل قد يكون إرضاء اليمين المتطرف في إسرائيل، خاصة في ظل استقالة وزير الأمن الإسرائيلي وتهديدات باستقالة وزراء آخرين رافضين اتفاق الهدنة في غزة، والذي يعتبرونه تخاذلاً من قبل إسرائيل.
وأكد بدر الدين أن الانسحاب الأخير لستة أعضاء من الكنيست قد جعل الحكومة الإسرائيلية تمتلك 62 عضوًا فقط، مما يعني أغلبية ضئيلة تهدد استقرار الحكومة في ظل أن إجمالي عدد أعضاء الكنيست 120 عضوًا.
عرقلة اتفاق غزة مستقبلًا
وأكد بدر الدين أن هذا الوضع قد يشير إلى رغبة لدى الحكومة الإسرائيلية في عرقلة اتفاق غزة في المستقبل، أو العمل على إقامة مستوطنات في الضفة الغربية، أو حتى تنفيذ عمليات تهجير قسري تمهد للاستيلاء على الضفة.
تحليل الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
قال الدكتور أيمن الرقب إن الاحتــلال برر حصار جنين خلال احتفالات الأسرى الفلسطينيين بحجة منع الاحتفالات وإفساد الفرح الفلسطيني، رغم أن الأسرى لم يكونوا موجودين في جنين فقط، بل في مختلف المدن الفلسطينية.
وأوضح الرقب أن القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بتوسيع عملياتها في الضفة الغربية يعد خطوة خطيرة.
وأشار الرقب إلى أن الاحتــلال كان يستهدف جنين قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023، واستمر في تنفيذ العمليات هناك في الفترة الماضية، وهو يواصل الهجوم على المدينة بشكل كبير.
ولفت الرقب إلى أن الاحتــلال يبرر هذه العمليات، لكنه اعتبر تلك التبريرات غير رسمية وغير دقيقة، مشيرًا إلى أن الاحتــلال كان يسعى لاستهداف جنين باعتبارها "عش الدبابير"، ويريد توسيع عملياته لتشمل مناطق مثل مخيم نور شمس ومخيم طولكرم.
وشدد الرقب على أن الاحتــلال يستخدم أي ذريعة للتحريض ضد الفلسطينيين، لكن الهدف الأساسي يبقى في كسر عزيمة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تدريب جيش الاحتلال لما قد ينتج من تطورات في حال قرر الاحتــلال منع ضم أي مناطق في الضفة الغربية.
وأوضح الرقب أن الاحتــلال قسم الضفة الغربية إلى سبع مدن معزولة، ويستغل ذلك لشن هجمات متواصلة على الشعب الفلسطيني.
الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
