أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على حقيقة وقوع معجزة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أنها من الثوابت الدينية التي لا تقبل الجدل، وجاء ذلك ردًا على الشكوك التي يثيرها البعض حول صحة هذه الرحلة، والتي تعد من أعظم معجزات الإسلام.
حقيقة الإسراء والمعراج بين القرآن والسنة
وأوضح المفتي في تصريحات تليفزيونية أن إنكار هذه الرحلة يأتي نتيجة دوافع مختلفة، قد تكون من الهوى الشخصي، أو الرغبة في الابتعاد عن الالتزام بالتعاليم الدينية، أو تبني مواقف عدائية تجاه الإسلام بشكل عام، لافتًا إلى أن هذه المعجزة ليست رؤية في المنام أو مجرد قصة رمزية، بل كانت رحلة حقيقية بالجسد والروح.
وأشار المفتي إلى أن القرآن الكريم أكد على وقوع هذه المعجزة في مواضع عدة، حيث قال الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبصِيرُ" (سورة الإسراء: 1)، كما تحدثت سورة النجم عن تفاصيل هذه الرحلة، مؤكدةً ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من آيات عظيمة ودلائل واضحة على قدرة الله المطلقة.
الرد على المشككين
وشدد الدكتور نظير عياد على أن من يشكك في هذه المعجزة يتجاهل قدرة الله عز وجل على كل شيء، مؤكدًا أن الإسلام دين يقوم على الإيمان بقدرة الله المطلقة، ومن ينكر هذه المعجزة يتجاهل أيضًا بقية المعجزات التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل انشقاق القمر ومعجزة نزول القرآن نفسه.
دروس مستفادة من المعجزة
وأشار المفتي إلى أن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن فقط تأكيدًا على قدرة الله، بل كانت تحمل العديد من الدروس والعبر للأمة الإسلامية، فقد أظهر الله للنبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات الكبرى، وأكد على أهمية الصلاة حين فرضت خلال هذه الرحلة، كما أبرزت المعجزة مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، وهو ما يدعو المسلمين إلى الحفاظ على هذا التراث العظيم والدفاع عنه.
دعوة للتمسك بالقرآن والسنة
وفي ختام حديثه، دعا مفتي الجمهورية المسلمين إلى التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية كمرجعين أساسيين في فهم الدين وتفسير الأحداث الكبرى، كما دعا إلى تعزيز الإيمان بمعجزات الإسلام، والرد بالحكمة والعلم على المشككين، مؤكدًا أن الإسلام يمتلك من الأدلة العقلية والنقلية ما يكفي لدحض أي شبهة.