القصة الكاملة حول تعريب المقررات الدراسية بطب وصيدلة الأزهر

خبراء: قد يؤدي إلى تحريف المصطلحات.. والجامعة: دراسة علمية دقيقة لتقييم إمكانية تعريب العلوم الطبية

الاربعاء 22 يناير 2025 | 09:29 مساءً
جامعة الأزهر - أرشيفية
جامعة الأزهر - أرشيفية
كتب : علا عوض

أصدر الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، قرارًا بتكليف نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث بمهمة الإشراف على لجان متخصصة لتعريب المقررات الدراسية لطلاب وطالبات كليات الطب البشري والصيدلة. 

ونص القرار على تشكيل لجان نوعية في كل تخصص دقيق، تضم أعضاء ذوي خبرة في مجال تعريب العلوم الطبية.

القوانين المنظمة للقرار

ويستند القرار إلى القوانين المنظمة لشؤون الأزهر والجامعات، بما في ذلك القانون رقم 103 لسنة 1961، القانون رقم 49 لسنة 1972، والقانون رقم 81 لسنة 2016، مع مراعاة مصلحة العمل. 

وأكد على عرض تشكيل اللجان على رئيس الجامعة لاعتمادها، مع إلغاء أي قرارات تتعارض معه، وتوجيه الجهات المعنية بتنفيذه وفق اختصاصها.

تطوير التعليم الطبي بمصر

ومن جانبه، أكد الدكتور رفعت راغب، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة الأزهر، أن تعريب المقررات الطبية خطوة أساسية نحو تطوير التعليم الطبي بمصر. 

وأضاف «راغب»، أن تعريب المصطلحات الطبية سيجعلها أكثر قربًا للطلاب العرب ويزيد من فهمهم للمفاهيم الطبية الأساسية، مشيرًا إلى ضرورة وجود توافق بين الترجمة العلمية الدقيقة والمصطلحات المتعارف عليها عالميًا، وذلك لتجنب أي تشويش قد يحدث في المستقبل.

 وأوضح «أستاذ الأمراض الجلدية»، أن هذه التجربة تحتاج إلى جهد جماعي من أساتذة الطب والمترجمين والمتخصصين في المصطلحات الطبية؛ لضمان دقة المعاني وسلامة المعلومات المقدمة للطلاب.

التحديات والفرص في المستقبل

وتسعى جامعة الأزهر لتطوير التعليم الطبي، وخلال سعيها تبرز تحديات جديدة في تطبيق التعريب، مثل الحاجة لتحديث المناهج وتدريب الأساتذة على المصطلحات الطبية باللغة العربية.

توافق كبير 

جامعة الأزهر - أرشيفيةجامعة الأزهر - أرشيفية

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد زارع، المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر وأستاذ الإعلام، أن هناك حوارًا داخل الجامعة بشأن تعريب العلوم الطبية، مع توافق كبير على القرار، مضيفًا أن الجامعة ستقود هذا التوجه. 

وأضاف «زارع»، أن الدول المتقدمة في الطب مثل اليابان وفرنسا وإسرائيل تدرس العلوم الطبية بلغتها الأصلية، موضحًا أن التوجه بجامعة الأزهر هو تدريس العلوم الطبية باللغتين العربية والإنجليزية. 

وأشار إلى أن قرار تعريب علوم الطب النفسي تم اتخاذه في مجلس الجامعة السابق، وهو تحت إشراف نائب رئيس الجامعة، ويتم من خلال لجان متخصصة تعمل على تعريب المقررات الدراسية، مؤكدًا أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد ويحتاج إلى موافقة مشيخة الأزهر ثم رئيس الجمهورية.

سلبيات تعريب المواد الطبية

وأكدت الدكتورة ثريا البدوي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن العرب كانوا في الماضي روادًا بمجالات الطب والصيدلة، وكانوا شعوبًا متقدمة في تلك المجالات، إلا أن التقدم الحالي بهذه التخصصات أصبح مصدره الأساس من الدول الغربية.

وأوضحت «البدوي»، أن من أبرز سلبيات تعريب مواد الطب والصيدلة والهندسة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية هو احتمال تحريف بعض المصطلحات، مما قد يؤدي إلى عدم دقة التعبير عن المعاني.

وفي الوقت نفسه، أكدت، أن هذه المحاولة تُعد تجربة جيدة تهدف إلى تعزيز هويتنا العربية والهوية الثقافية للمجتمع العربي، فضلًا عن رفع مكانة اللغة العربية.

دراسة علمية دقيقة

جامعة الأزهر - أرشيفيةجامعة الأزهر - أرشيفية

ومن ناحيته، أصدر المركز الإعلامي بجامعة الأزهر توضيحًا بخصوص ما يُتداول حول تدريس المواد الطبية باللغة العربية في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.

 وأوضح «البيان» أن الجامعة تجري حاليًا دراسة علمية دقيقة لتقييم إمكانية تعريب العلوم الطبية ومدى ملاءمة ذلك للتطبيق، مع مراعاة كافة الجوانب الأكاديمية والتقنية لضمان تقديم تعليم طبي عالي الجودة يلبي احتياجات الطلاب والمجتمع.

اقرأ أيضا