عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ

الاحد 19 يناير 2025 | 08:01 مساءً
الحرب على غزة _ أرشيفية
الحرب على غزة _ أرشيفية
كتب : أحمد عبد الرحمن

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ بالكامل يوم الأحد، بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة المدمر بالعودة إلى بقايا المنازل التي أجبروا على إخلائها خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا.

تمكنت ماجدة أبو جراد من إنهاء عملها بسرعة في تعبئة محتويات خيمة عائلتها في مدينة الخيام المترامية الأطراف في المواصي، شمال الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر.

في بداية الحرب، أجبروا على الفرار من منزلهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، حيث كانوا يجتمعون حول طاولة المطبخ أو على السطح في أمسيات الصيف وسط رائحة الورود والياسمين.

لقد اختفى المنزل الذي كانت تلك الذكريات الجميلة جزءًا منه، وعلى مدار العام الماضي، سارت أبو جراد وزوجها وبناتها الست على طول قطاع غزة، متبعين أوامر الإخلاء الواحدة تلو الأخرى التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت إنهم فروا سبع مرات، وفي كل مرة أصبحت حياتهم غير مألوفة بالنسبة لهم مع ازدحامهم مع غرباء ينامون في فصول دراسية بالمدرسة، أو يبحثون عن الماء في مخيم خيام واسع أو ينامون في الشارع.

وتستعد العائلة الآن لبدء رحلة العودة إلى المنزل - أو إلى ما تبقى منه - والالتقاء بأقاربهم الذين بقوا في الشمال.

وقال أبو جراد "بمجرد أن قالوا إن الهدنة ستبدأ يوم الأحد، بدأنا في حزم حقائبنا وتحديد ما سنأخذه، غير مبالين بأننا سنظل نعيش في الخيام".

لقد أدت الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة إلى مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. كما أصيب أكثر من 110 آلاف فلسطيني.

لقد أدى قصف الجيش الإسرائيلي إلى تدمير مساحات واسعة من قطاع غزة ونزوح 1.9 مليون من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

حتى قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً ــ ومع استمرار قصف الدبابات طوال الليل وحتى الصباح ــ بدأ العديد من الفلسطينيين في السير وسط الحطام للوصول إلى منازلهم، بعضهم سيراً على الأقدام والبعض الآخر يحملون أمتعتهم على عربات تجرها الحمير.

وقال محمد مهدي، وهو نازح فلسطيني وأب لطفلين، "إنهم يعودون لاستعادة أحبائهم من تحت الأنقاض". وقد اضطر إلى مغادرة منزله المكون من ثلاثة طوابق في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة قبل بضعة أشهر.

وتمكن مهدي من الوصول إلى منزله صباح الأحد، سيرا على الأقدام وسط الأنقاض من غرب غزة. وقال إنه شاهد على الطريق قوات الشرطة تنتشر في شوارع مدينة غزة، وتساعد الناس على العودة إلى منازلهم.

وعلى الرغم من حجم الدمار الهائل والآفاق غير المؤكدة لإعادة الإعمار، قال إن "الناس كانوا يحتفلون. إنهم سعداء. لقد بدأوا في تطهير الشوارع وإزالة أنقاض منازلهم. إنها لحظة انتظروها لمدة 15 شهرًا".

عادت أم صابر، وهي أرملة تبلغ من العمر 48 عامًا وأم لستة أطفال، إلى مسقط رأسها في بيت لاهيا. وطلبت عدم ذكر اسمها إلا باسمها الفخري، أي "أم صابر"، حفاظًا على سلامتها.

وقالت في اتصال هاتفي إن عائلتها عثرت على جثث في الشارع أثناء عودتهم إلى المنزل، ويبدو أن بعضها كان ملقى في العراء منذ أسابيع.

وعندما وصلوا إلى بيت لاهيا، وجدوا منزلهم وكان جزء كبير من المنطقة المحيطة به قد تحول إلى أنقاض، على حد قولها.

وبدأت بعض الأسر على الفور في الحفر بين الأنقاض بحثًا عن أحبائها المفقودين، في حين بدأت أسر أخرى في محاولة تطهير المناطق التي يمكنها إقامة الخيام فيها. 

اقرأ أيضا