خروج آخر مرفق صحي كبير في شمال غزة عن الخدمة بعد الهجوم الإسرائيلي

السبت 28 ديسمبر 2024 | 10:39 صباحاً
المستشفى الرئيسي الأخير في شمال غزة خارج الخدمة بعد غارة إسرائيلية
المستشفى الرئيسي الأخير في شمال غزة خارج الخدمة بعد غارة إسرائيلية
كتب : محمود أمين فرحان

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى كمال عدوان، آخر منشأة صحية رئيسية في شمال غزة، أصبح خارج الخدمة بالكامل عقب عملية عسكرية إسرائيلية استهدفت مواقع قريبة منه. وأفاد مسؤولون محليون في غزة أن مدير المستشفى وعددًا من العاملين تم احتجازهم خلال العملية. وفقًا لتقرير (الجارديان )

وأوضحت المنظمة في بيان عبر منصة X: "تشير التقارير الأولية إلى أن أقسامًا رئيسية داخل المستشفى تعرضت للتدمير والحرق أثناء الغارة". من جهتها، زعمت القوات الإسرائيلية أن المستشفى كان يستخدم كمعقل رئيسي لعناصر ‌‌"إرهابية" منذ بدء العمليات العسكرية في شمال غزة في أكتوبر الماضي.

ظروف حرجة للمرضى والعاملين

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال 60 من العاملين الصحيين و25 مريضًا في حالات حرجة، بما في ذلك مرضى يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، داخل المستشفى. وأجبر المرضى ذوو الحالات المتوسطة والخطيرة على الإخلاء إلى المستشفى الإندونيسي، الذي وصفته المنظمة بأنه مدمر وغير قابل للتشغيل. وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ بشأن سلامة هؤلاء المرضى والعاملين.

ضحايا وتدمير شامل

قال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إن المستشفى والمنطقة المحيطة به تعرضت لقصف مكثف خلال الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى مقتل خمسة من أفراد الطاقم الطبي في غارة يوم الخميس. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية اقتادت أبو صفية وعشرات العاملين إلى مراكز احتجاز.

في منشور له على إنستغرام، كتب أبو صفية: "جيش الاحتلال يحرق الأقسام التشغيلية في المستشفى أثناء وجودنا بداخله. تم إخلاء الطاقم الطبي والمشردين قسرًا، واعتقال عدد من العاملين الطبيين"، مضيفًا أن المبنى والمعدات تعرضا لأضرار جسيمة.

عمليات الإخلاء القسري

صرح عيد صباح، رئيس قسم التمريض بالمستشفى، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت ساحات المستشفى بالدبابات والجرافات وأمهلت العاملين 15 دقيقة فقط للإخلاء. وأضاف: "لا نعرف مصير أغلب الطاقم الطبي والمرضى أو الجهة التي اقتادهم إليها جيش الاحتلال"، موضحًا أن بعضهم نُقل إلى قاعة أفراح قريبة ومدرسة الفاخورة.

وفي رسالة صوتية شاركها أبو صفية، قال أحد أفراد الطاقم الطبي: "نحن لا نعرف ما الذي سيحدث لنا. المرضى يُجبرون على الإخلاء إلى المستشفى الإندونيسي، وتم قطع الأكسجين عنهم. هناك مرضى معرضون للموت في أي لحظة".

حصار طويل المدى

منذ أكتوبر الماضي، يعمل مستشفى كمال عدوان تحت حصار مشدد، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين. وأفاد أبو صفية بتصعيد الحصار الأسبوع الماضي، حيث أظهرت مقاطع فيديو طائرات بدون طيار تسقط متفجرات في محيط المستشفى. وأوضح أن غارة على مبنى مجاور أسفرت عن مقتل 50 شخصًا، بينهم اثنان من المسعفين وطبيب أطفال.

تصعيد واسع في شمال غزة

تشير التقارير إلى أن معظم المناطق المحيطة ببلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا قد تم إخلاؤها وتدميرها بشكل منهجي. ويُعتقد أن إسرائيل تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة مغلقة في شمال القطاع بعد انتهاء العمليات.

خسائر بشرية هائلة

بحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 45,300 شخص منذ بدء الحرب، فيما نزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وجاء هذا التصعيد عقب هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر 251 آخرين، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا