مع تصاعد النزاعات حول العالم إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 1945، أفادت اليونيسيف بأن الأطفال أصبحوا الهدف الأكثر تأثرًا. ووفقًا لبيانات حديثة من عام 2023، سجلت الأمم المتحدة 32,990 انتهاكًا جسيمًا ضد 22,557 طفلًا، وهي أعلى إحصائية منذ بدء مراقبة آثار الحروب على الأطفال قبل 20 عامًا. وفقُا لتقرير الغارديان
أزمات غزة وأوكرانيا تتصدر المشهد
في غزة، أودت الحرب التي استمرت 15 شهرًا بحياة أكثر من 45,000 شخص، 44% منهم أطفال بحسب ما وثقته الأمم المتحدة. وفي أوكرانيا، سجلت المنظمة عددًا أكبر من الضحايا بين الأطفال في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مع توقع تزايد هذه الأرقام في 2025.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل: "كان عام 2024 من أسوأ الأعوام على الإطلاق بالنسبة للأطفال في مناطق النزاعات. هؤلاء الأطفال محرومون من التعليم، يعانون من سوء التغذية، ويواجهون النزوح المتكرر—كل ذلك بمعدلات أعلى بكثير من أقرانهم في مناطق السلام."
أزمات متعددة الجوانب
أشارت المنظمة إلى ارتفاع حاد في العنف الجنسي ضد الأطفال، حيث شهدت هايتي زيادة بنسبة 1,000% في الحالات المبلغ عنها خلال عام 2024 فقط. وأكدت اليونيسيف أن النساء والفتيات يواجهن بشكل خاص تهديدات متزايدة في سياقات النزاع.
سوء التغذية
في السودان وغزة، يُمثل سوء التغذية تهديدًا قاتلًا، حيث يعاني أكثر من نصف مليون شخص في خمس دول متأثرة بالنزاعات من المجاعة. وأوضحت اليونيسيف أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الكارثة.
التعليم والصحة
يتأثر تعليم الأطفال بشكل كارثي، حيث حُرم أكثر من 52 مليون طفل في دول النزاعات من التعليم. في غزة والسودان، تجاوز غياب الأطفال عن المدارس عامًا كاملًا، بينما دُمِرت أو أُعيد توظيف المدارس في دول مثل أوكرانيا وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفيما يتعلق بالصحة، يعيش 40% من الأطفال غير الملقحين أو الذين لم يحصلوا على جرعات كافية في دول النزاعات، مما يعرضهم لخطر تفشي الأمراض. ففي غزة، تم اكتشاف شلل الأطفال لأول مرة منذ 25 عامًا، مما دفع الأمم المتحدة إلى تنفيذ حملة تطعيم ناجحة بفضل وقف إطلاق نار مؤقت.
الأثر النفسي والاجتماعي
ذكرت دراسة أجرتها منظمة "وور تشايلد" أن 96% من أطفال غزة يشعرون بأن موتهم وشيك، بينما أعرب نصفهم تقريبًا عن رغبتهم في الموت نتيجة الصدمة النفسية التي تعرضوا لها. ووصفت راسل الوضع قائلة: "يعيش الأطفال في مناطق النزاع صراعًا يوميًا من أجل البقاء، يُحرمهم من طفولتهم، وفرص التعليم، وحتى اللعب. العالم يخذل هؤلاء الأطفال."
دعوة عاجلة للتحرك
مع اقتراب عام 2025، دعت اليونيسيف المجتمع الدَّوْليّ لبذل جهود أكبر لإنقاذ حياة الأطفال وتحسينها. وقالت راسل: "لا يمكننا السماح لجيل كامل من الأطفال بأن يصبحوا ضحايا للحروب التي لا تخضع لأي قيود. يجب أن نتخذ خطوات عاجلة لتغيير هذا الواقع المأساوي."