قال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" بأن الثروة الحيوانية في مصر تواجه تحديات كبيرة خلال فصل الشتاء، بسبب انتشار الأوبئة والأمراض التي تصيب رؤوس الماشية، مشيراً إلى أن نقص الأمصال الوقائية في الأسواق يُشكل أزمة تهدد حياة الماشية وتعصف بقدرة المربين على حماية حيواناتهم من هذه الأخطار المتزايدة.
وأضاف أبو صدام أن القوافل البيطرية التي ترسلها وزارة الزراعة تعد خطوة إيجابية، لكنها للأسف غير كافية لتغطية كافة القرى والمناطق الريفية، حيث يعاني العديد من المربين في المناطق النائية من غياب الرعاية البيطرية اللازمة، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع مخاطر تفشي الأمراض.
وأشار إلى أن أبرز الأمراض التي تنتشر في فصل الشتاء تشمل الحمى القلاعية والجلد العقدي والتهاب الضرع، وهي أمراض يمكن أن تؤدي إلى خسائر فادحة إذا لم يتم التصدي لها سريعًا، لافتاً إلى أن المربين يعانون ليس فقط من نقص الأمصال، بل أيضًا من ارتفاع تكاليف العناية البيطرية الخاصة، وهو ما يضعهم في موقف حرج بين العجز عن توفير الرعاية أو مواجهة خسائر اقتصادية جسيمة.
وطالب نقيب الفلاحين الحكومة بتكثيف جهودها لتوفير الأمصال الوقائية بأسعار مدعمة أو مجانًا، خاصة للمربين الصغار الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه الثروة في تأمين احتياجاتهم المعيشية، كما دعا إلى زيادة عدد القوافل البيطرية وتوسيع نطاق تغطيتها لتشمل كل القرى، بما يضمن حماية أكبر للثروة الحيوانية.
وأكد أبو صدام أهمية وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة الأوبئة الشتوية تشمل توفير الأمصال واللقاحات بكميات كافية، إلى جانب برامج توعية للمربين حول كيفية التعامل مع الأمراض وأعراضها، كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لضمان وصول الدعم إلى جميع المناطق المتضررة.
واختتم حديثه قائلاً: الثروة الحيوانية ليست مجرد مورد اقتصادي، بل هي عصب الأمن الغذائي وأحد أسس الاستقرار الاجتماعي في مصر، لذا يجب علينا جميعًا أن نعمل معًا، حكومة وشعبًا، لحماية هذه الثروة من أي تهديدات قد تؤثر عليها، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي يشهدها العالم.