الحشاشين..لمحات حول أشهر حركة دينية ونهايتها على أيدي المغول بقيادة هولاكو

الاحد 15 ديسمبر 2024 | 10:26 صباحاً
قلعة آلموت
قلعة آلموت
كتب : مصطفى تغيان

 طائفة "الحشاشين" الإسماعيلية النزارية... يرصد موقع "بلدنا اليوم" أبرز المعلومات حول نشأتها واستراتيجيتها العسكرية واللحظات الأخيرة لأتباعها على يد قائد المغول "هولاكو خان" حفيد مؤسس الإمبراطورية المغولية الذي قضى عليهم ودمر حصنهم الأكبر في قلعة "آلموت" شمال دولة إيران المعاصرة عام 1256

طائفة الحشَّاشين... النشأة

هي طائفة إسماعيلية باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي لتدعو إلى إمامة "نزار المصطفى لدين الله" ومن جاء مِن نسله، اتخذت طائفة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام. وقد أسّس الطائفة "الحسن بن الصباح" الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته. ممَّا أكسبهم عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول التابعة لهما كالسلاجقة والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم على مدار عشرات السنين من الحروب.

التسمية

وفقاً للمعلومات التي اطلعت عليها "بلدنا اليوم" لا يوجد ما يؤكد الاستعمال الفعلي للحشيش "مادة مخدرة" من قبل النزاريين "الحشاشين" سواء في النصوص الإسماعيلية التي تمت استعادتها حتى الآن؛ أو النصوص الإسلامية غير الإسماعيلية المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين. وحتى المؤرخ الرئيسي للنزاريين "الجويني" الذي نسب كل أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة للإسماعيليين عامةً فإنه لا يشير إليهم بالحشاشين كما أن المصادر العربية التي تشير إليهم بذلك لا تشرح هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش. 

الاستراتيجية العسكرية للحشاشين

اعتمد حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب الإسماعيلي في إيران، على إستراتيجية عسكرية مختلفة تمثلت في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الأعداء بدلاً من الدخول في معارك تقليدية تؤدي إلى ايقاع الاف القتلى من الجانبين. 

ولذلك أسس حسن الصباح فرقة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها ب«الفدائيين» وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإستراتيجيات والقتل. وكان أكثر ما يميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكانوا يندمجون في جيش الخصم أو البلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لأماكن إستراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم.

قلعة آلموت

قلعة "آلموت" أحد أهم القلاع فى التاريخ الفارسى والإسلامى والعربى،  اشتهرت بعدة أسماء منها قلعة "النسور _ الحشاشين"، كتب عنها الروائى "فلاديمير بارتول" فى روايته الشهيرة "آلموت" عام 1938مستلهماً من القصص التاريحية عنها.

تم بناء القلعة على قمة جبل شاهق فى خراسان شمال غرب أفغانستان على ارتفاع 2,100 متر، بطريق منحدر كبير، يصعب غزوه. بواسطة أحد ملوك الديلم القدماء، وسمّاها "ألوه أموت" وتعنى عش العُقاب، لكن لم يُعرف تاريخ محدد لبنائها، لكنها جددت عام 860 م، على يد حاكم علوى.

هولاكو والقضاء على الحشاشين

فى طريقها لغزو الشرق واجهت المغول بقيادة "هولاكو خان"عدة دول وحصون، وكانت قلاع الحشاشين إحدى العقبات التى واجهتها، ففى عام 1256، قام القائد المغولى هولاكو بالهجوم على مناطق الحشاشين فلم تصمد أغلبها، حيث اقتحم المغول عدداً من المواقع والقلاع وأعدموا كل من تجاوز عمره 10 سنوات، والباقى تم بيعه فى سوق الرقيق.

أما زعيم الحشاشين فى ذلك الوقت "ركن الدين خورشاه" لم يستطع المقاومة فعرض الاستسلام للمغول مقابل سلامته هو وأتباعه، فوافق هولاكو وتم إخلاء قلاع الحشاشين ومن ضمنها آلموت، ودخل المغول قلعة آلموت وأحرقوها بما فيها من مكتبة ضخمة ضمت أسرار الحركة ومؤلفات أخرى، كما أنهم غدروا بركن الدين فقتلوه وقتلوا الكثير من أتباعه.

محاولة للعودة .. وما تبقى من القلعة

استطاع الحشاشون العنيدون العودة والسيطرة على آلموت مرة أخرى فى 1275 م، لكن لم يستمروا إلا لفترة قليلة فقط لتندثر هذه الحركة تدريجياً فى بلاد فارس حتى تختفي تماماً. أما قلعة آلموت فلم يتبق منها سوى بقايا خراب وعدد من الأبنية كانت تضم مكتبات وحدائق، ولكن فى عام 2004، خرب ما تبقى من جدران الحصن الآيلة للسقوط نتيجة وقوع زلزال قوى فى تلك المنطقة.

اقرأ أيضا