أكد الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي وأمين عام الجمعية المصرية للطب النفسي، أن الجمعية العامة للطب النفسي أن اليوم العالمي للصحة النفسية يسلط الضوء هذا العام على دور الصحة النفسية في بيئات العمل.
وأوضحت الجمعية أن قضاء ساعات طويلة في أماكن عمل غير داعمة قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، القلق، والاحتراق النفسي.
تأثير ساعات العمل على بيئة العمل
وأضاف خلال استضافته في برنامج "صباح البلد"، المذاع على قناة صدى البلد، أن الدراسات أشارت إلى أن تقليل ساعات العمل، مع توفير بيئة عمل آمنة وداعمة نفسيًا، يعزز إنتاجية العامل، ويزيد من شعوره بالراحة والاستمتاع بعمله، مما يساهم في الوقاية من الاضطرابات النفسية والتوتر.
وأشار أن الدراسات العلمية أثبتت أن العمل في بيئة آمنة وداعمة، مع تحديد ساعات عمل لا تتجاوز 8 ساعات يوميًا مع فترات راحة منتظمة، يساهم في تعزيز شعور العامل بالراحة النفسية والسعادة، مما يزيد من ولائه لصاحب العمل. هذا النموذج لا يفيد العامل فقط، بل ينعكس إيجابًا على إنتاجية المؤسسة.
لذا، تعتمد بعض الدول الأوروبية أنظمة عمل تتراوح بين 4 إلى 5 أيام أسبوعيًا أو 8 ساعات يوميًا، لتحقيق التوازن بين صحة الإنسان واحتياجات العمل.
وكشف ان نموذج شركة "جوجل" يُعد مثالًا رائدًا في هذا المجال، حيث وفرت بيئة عمل نفسية مثالية انعكست على إنتاجيتها ونجاحها وقيمة أسهمها في السوق. تعتمد الشركة على قياس إنتاجية الموظف بدلًا من تحديد ساعات العمل، وتوفر بيئة عمل مبتكرة تشمل مرافق لممارسة الرياضة، مساحات للترفيه، ووجبات غذائية تُقدم في أوقات مرنة، مما يشجع الموظفين على العمل بفعالية ويعزز توازنهم النفسي.
الحوافز التي تدفع الأفراد للعمل
وأكد الدكتور هشام أن الحوافز التي تدفع الأفراد للعمل تختلف من شخص لآخر، فالبعض يُحفزه المال، بينما يجد آخرون الدافع في المكانة الاجتماعية. ومع ذلك، تظل البيئة المريحة والعدالة في التقدير والدعم للتغلب على التحديات عوامل أساسية.
وتابع: فهي تُسهم في تحقيق هدفين: زيادة إنتاجية العمل من جهة، وتعزيز الراحة النفسية للعاملين، مما يساعدهم على مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل.