قال أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني،في تصريحاته لـ "بلدنا اليوم" إن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون له تأثيرات عميقة على المشهد السياسي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة.
الجبهات الفلسطينيةواللبنانية
وأشار حمدي في تصريحاته إلى أن الجبهات الفلسطينية واللبنانية ستكون الأكثر تأثرًا، وكذلك العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، نظرًا لدور إيران المحوري في محور المقاومة بالمنطقة، مما يجعل سياسة ترامب تجاهها نقطة حاسمة في تحديد مسار الأحداث المستقبلية.
وأوضح حمدي أن ترامب، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، سيحاول تحقيق أهداف تل أبيب في حربها على غزة ولبنان.
وتوقع حمدي أن يسعى ترامب إلى إنهاء الحرب سريعًا لتفادي تصعيد أكبر، وربما يمارس ضغوطًا على إسرائيل للانسحاب، خاصة إذا رأت أن أهدافها الأساسية قد تحققت جزئيًا من خلال استهداف قيادات من حماس وحزب الله مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله.
وأضاف حمدي أن دعم ترامب لإسرائيل لن يقابله أي تنازلات للفلسطينيين؛ فهو يتمسك بمواقف حازمة لصالح إسرائيل، كما فعل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مما اعتبره اعترافًا بالقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل وإجهاضًا لأي مساعٍ فلسطينية لإقامة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد الجبهة اللبنانية، أشار حمدي إلى أن ترامب قد يمارس ضغوطًا على إسرائيل لوقف القتال، خاصة مع فشلها في تحقيق تقدم بري جنوب لبنان، نتيجة المقاومة القوية من حزب الله.
ويرى الباحث أن حزب الله قد يرحب بفكرة وقف إطلاق النار لاستعادة ترتيب صفوفه وتصحيح الأخطاء التي كشفت نقاط ضعفه أمام إسرائيل.
وحول اليمن، أوضح حمدي أن الضربات العسكرية الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين لم تحقق أهدافها في وقف الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل، مما يجعل من المحتمل أن يعيد ترامب النظر في استراتيجيته ضد الحوثيين، وقد يتجه إلى وقف شامل للحرب في المنطقة لتجنب التأثير على حركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب والمصالح الأمريكية.
وفيما يتعلق بإيران، فقد أكد حمدي أن ترامب لن يشجع إسرائيل على توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، خوفًا من رد إيراني قد يدفع الولايات المتحدة للتورط في صراع مباشر.
ويتوقع حمدي أن يلجأ ترامب مجددًا إلى سياسة العقوبات الاقتصادية، كما فعل بانسحابه من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات شاملة على صادرات النفط الإيراني.
وأشار حمدي إلى أن إيران، التي اعتادت العقوبات لأكثر من 40 عامًا، قد تسعى إلى توسيع أسواقها في أمريكا اللاتينية وإفريقيا ودول الجوار لتخفيف وطأة العقوبات، فضلاً عن تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين.
وفي ختام تصريحاته، كشف حمدي عن احتمالات ممارسة واشنطن ضغوطًا على قطر لطرد قيادات حماس من أراضيها، مما قد يدفع الحركة للبحث عن بدائل في سوريا أو إيران في حال استمرار الضغوط الأمريكية.