العدل سنة كونية تعدل موازين الإنسانية.. فلا فرق فيها بين دولة مسلمة ودولة كافرة، فالعدل قامت به السموات والأرض، والعدل فريضة فرضها الله على الجميع وأمر بتطبيقها على كل البشر لا فرق في تطبيق العدل بين مؤمن وكافر أو أبيض وأسود أو أعجمي أو عربي، وأمر الله رسوله بتطبيق العدل على جميع البشر وانزل آيات بينات.. أن الله يأمر بالعدل والإحسان.
ولكن حقيقة زماننا وما نعايشه من عدم تطبيق العدل في المجتمع واقتصار تطبيقه على فئة معينة واستثناء فئة أخرى من تطبيقه.. جعل الناس يتعاملون على أن الطبيعي في المجتمع عدم تطبيقه.. بل وصل الأمر من انتقاد دولة عربية بتنفيذ القوانين على بعض الأشخاص المعروفين رياضيا ممن خرجوا على قانون الدولة.بانتقادها والمناداه بمقاطعة تلك الدولة، فقط لأنها طبقت العدل غير مبالية بمن يطبق عليهم القوانين ومن يكونون.
وهذا ما يقال عنه عدل.. فهي لم تفرق بين مشهورًا ومغمور وبين غني وفقير.. فقط أرادت تنفيذ وتطبيق القانون على الجميع.. ولكن أفواه من اعتادوا على الهرج والمرج وعدم تطبيق القانون إلا على الضعيف.. تعالت لتطاول على تطبيق القانون.
مما جعلني أتساءل أيكون الظلم معتادًا.. وإقامة العدل عمل شاذ.. أيعقل أن يهان البشر فتصبح الإهانة شئ طبيعي، ويصبح عدم احترام القانون.. معتادًا..
لابد من مراجعة القيم والأخلاقيات والتربية، التي تنبذ الظلم والإهانة وعدم احترام القوانين.. لابد من مراجعة القيم الدينية التي تدعوا الى تطبيق العدل والقانون على جميع البشر.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال.. لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.. حينما جاءه أسامة بن زيد يشفع في المرأة المخزومية التي سرقت فقال له النبي اتشفع في حد من حدود الله.
وعن أحمد بن حنبل قال إن الملك الكافر العادل خير من الملك المؤمن الفاجر.. لأن العدل يعود على بلده وكذلك الفجر.. فبالعدل تقام الأوطان وبزوال العدل واعتياد الظلم مؤشر هلاكها وفنائها.