شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً ملحوظاً في أسواق العملات العالمية، حيث يستمر في التحليق بالقرب من أعلى مستوياته خلال الأسابيع التسعة الأخيرة، يعزى هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي عززت قوة العملة الأميركية، مما ساهم في زيادة الطلب عليها مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
أسباب ارتفاع الدولار
أحد أهم العوامل وراء صعود الدولار هو السياسة النقدية التيسيرية التي يتبناها البنك المركزي الأوروبي، والتي أدت إلى تراجع قيمة اليورو، العملة التي تمثل 56% من الوزن النسبي لمؤشر الدولار.
كما ساهمت البيانات الاقتصادية الأميركية القوية في تعزيز ثقة الأسواق بقدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على المناورة في سياسة أسعار الفائدة.
إضافةً إلى ذلك، تلعب الانتخابات الرئاسية الأميركية دوراً مهماً في دعم الدولار، حيث يتوقع أن السياسات الاقتصادية للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، قد تدفع إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يعزز جاذبية الدولار للمستثمرين.
أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.15%، ليصل إلى 103.65 نقطة. خلال الشهر الماضي، حقق المؤشر زيادة بنسبة 2.85%، بينما سجل ارتفاعاً بنسبة 0.3% خلال الأيام الخمسة الأخيرة، يعزز هذا الأداء القوي الإقبال على السندات الأميركية، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط ليصل إلى 4.12%.
مقابل الين الياباني
صعد الدولار إلى أعلى مستوياته خلال 9 أسابيع ليقترب من مستوى 150 يناً للدولار.
مقابل اليورو
يستقر اليورو عند 1.085 دولار، متراجعاً بنحو 1% خلال الأسبوع الماضي.
مقابل الجنيه الإسترليني
ارتفع الإسترليني بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.3024 دولار، على الرغم من الخسائر الأسبوعية التي تكبدها بعد انخفاض أكبر من المتوقع في التضخم البريطاني.
مقابل الدولار الأسترالي
سجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً بنسبة 0.25% ليصل إلى 0.6689 دولار، رغم انخفاضه بنسبة 0.8% خلال الأسبوع الماضي.
مقابل الدولار النيوزيلندي
انخفض الأخير بنسبة 0.3% ليصل إلى 0.6059 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس الماضي.
التوقعات المستقبلية
تعتمد قوة الدولار في الفترة المقبلة على عدة عوامل، من أبرزها بيانات طلبات إعانة البطالة ومؤشر مديري المشتريات الخدمي في الولايات المتحدة، التي قد تؤثر على مسار أسعار الفائدة. وفقًا لأداة «فيد وواتش»، يتوقع المستثمرون بنسبة 92.6% خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس.
كما يعزز ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة من جاذبية الدولار، حيث يتفوق على العديد من العملات الأخرى التي تشهد خفضاً متسارعاً في أسعار الفائدة.
تأثيرات محلية
على الصعيد المصري، شهد سعر الدولار اليوم ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 48.55 جنيه للشراء و48.65 للبيع، وفقاً لما أعلنه البنك المركزي المصري.
يعكس هذا الارتفاع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها سوق العملات في مصر، حيث تؤثر العوامل العالمية، بما في ذلك قوة الدولار، على سعر الصرف المحلي.
في النهاية، من المتوقع أن يستمر الدولار في اكتساب مزيد من القوة في حال استمر الاقتصاد الأميركي في تقديم بيانات إيجابية، وسط احتمالات متزايدة بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.