اللواء رأفت الشرقاوي يكتب.. فقدان الأرواح الطاهرة

ارتسمت الفرحة والبهجة على المصريين خلال الأسبوع الماضى بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكثرت الأفراح والليالي الملاح ولكن قطعت الفرحة والبهجة وتبدلت بثلاث حوادث مؤلمة هزت نفوس ومشاعر كل المصريين، وشعر الجميع بالحزن والكآبة والأسى، ولحقت بكل واحد منا غصة في الحلق من ألم الحوادث الثلاثة.

 الصدمة الأولى:- صدمة وذهول سيطر على أهالي محافظة المنيا، بعد رحيل عروس بفستان زفافها، قبل أن تطأ قدماها عش الزوجية، وفارقت الحياة أثناء حفل زفافها في إحدى قرى مركز بني مزار بمحافظة المنيا، وكانت الفتاة «نانسي. م» 25 سنة، من مركز مغاغة شمال محافظة المنيا، ترتدي فستان زفافها الأبيض استعدادًا لحفل زفافها بأحد قرى المركز ، وبدأ الحفل كالمعتاد، ولم يكن أحد يتوقع مفاجأة القدر، وأثناء مراسم الزفاف داخل إحدى كنائس المركز، شعرت العروس بضيق شديد، وعلى الفور تم نقلها إلى أحد مستشفيات المركز، لكنها فارقت الحياة متأثرة بهبوط حاد في الدورة الدموية.

 وقال الدكتور جمال شعبان، في منشور كتبه عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، إن عروس بني مزار توفيت نتيجة سكتة قلبية، وهي ترتدي فستان الفرح، مشيرًا على أنها مأساة أن يتحول الفرح إلى سرادق عزاء ، كما وجه الدكتور جمال شعبان نصائح هامة للشباب، قائلًا: الدنيا تافهة جدًا والعمر لحظة، وحرص على تقديم العزاء لأهل عروس المنيا.

واستعرض عميد معهد القلب السابق، كافة أسباب الموت المفاجئ وأسباب السكتة القلبية، كما قدم نصائح هامة للشباب وكشف السر وراء زيادة حالات الوفاة بالأزمات القلبية، أوضح أن الإصابة بالجلطات القلبية تزداد، مشيرًا إلى أن أسبابها وعوامل خطورتها تقليدية مثل الضغط المرتفع والسكر والكولسترول والسمنة والوزن الزيادة والتدخين، وعدم ممارسة الرياضة، وهي عوامل تقليدية لتصلب الشرايين والإصابة بأزمات القلب والشرايين والسكتات الدماغية.

 والمفاجأة أن الدكتور جمال شعبان أوضح أن هناك أمراضا وعوامل مستجدة ومكتشفة حديثا للإصابة بأمراض الشرايين التاجية، منها أمراض المناعة ومرض الصدفية والأمراض الهضمية مثل القولون التقرحي، الذي أثبت أنه من ضمن عوامل الإصابة بمرض الشريان

التاجي، كما أن انقطاع الطمث المبكر وتسمم الحمل وسكر الحمل آلية للإصابة بالشريان التاجي، موضحا ان الصداع النصفي عند النساء مرتبط بأزمات القلب، إضافة إلى الضغوطات النفسية والاجتماعية الزائدة عن الحد وتلوث الهواء والصدمات المبكرة في الحياة .

 الصدمة الثانية :- تلقى مشجعو النادي الأهلي صدمة مؤلمة عقب نهاية مباراة المارد الأحمر مع نظيره الاتحاد السكندري، التي احتضنها ملعب برج العرب بالإسكندرية، بعد خبر وفاة مُشجعتي الأهلي نورهان ناصر ونرجس صالح، اللتين وافتهما المنية بعد المباراة، واللتين جعلت الكرة المصرية تعيش واحدة من أسوأ لياليها، حيث صدمتهما سيارة عقب خروجهما من الاستاد فور انتهاء المباراة.

الصدمة الثالثة :- تعرض مشجع نادى الزمالك « علاء العطار» لحادث مأساوي ، في أثناء ذهابه لحضور مباراة نادي الزمالك وسيراميكا، حيث كان يقود «الموتوسيكل» الخاص به، وحدث عطل في الفرامل بشكل مفاجئ، وفشلت كل محاولاته لوقف «الموتوسيكل»، ومنع الصدام مع السيارات الأخرى، التي تسير على الطريق ليصطدم بحاجز خرساني، حيث أصيب «العطار» بجروح شديدة في جسده، ونقل إلى المستشفى، لكن لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، لتصعد روحه إلى السماء، ويخيم الحزن على ملايين من عشاق كرة القدم.

 طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني ، وذا بعضها الثاني يفيض به جفني”، أيمكن لمن قيل فيه هذا أن يكن رحيله سهلًا! فهي كُربة من كُرب الدنيا تحيط ونسأل الله أن يكون عونآ لنا وخير رفيق.

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والأحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى أستودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، فاحفظها ربي يا من لا تضيع عنده الودائع.