مع حلول شهر ذي الحجة، يتداول المسلمون منشورات حول صيام العشر من ذي الحجة، التي تعتبر من أفضل أيام السنة للأعمال الصالحة.
صيام العشر من ذي الحجة
يتساءل المسلمون عن تفاصيل صيام العشر من ذي الحجة، وهنا يجب التوضيح أن الصيام يكون لتسعة أيام فقط، إذ لا يُشرع صيام يوم العيد (العاشر من ذي الحجة).
فضل صيام الأيام الأولى من ذي الحجة
يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، ليس لأنها سنة مؤكدة، ولكن لأن العمل الصالح مستحب في هذه الأيام بصفة عامة، والصوم من الأعمال الصالحة. لم يرد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صوم هذه الأيام بشكل محدد، لكن العمل الصالح فيها عمومًا مُستحب، كما ورد في حديث ابن عباس.
صوم يوم عرفة
صوم يوم عرفة، الذي يصادف اليوم التاسع من ذي الحجة، هو سنة فعلية وقولية للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» (أخرجه مسلم). يصوم يوم عرفة لغير الحاج، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية وسنة مقبلة.
حكم صيام أيام التشريق والعيد
روت أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعة أيام من ذي الحجة ويفطر يوم العيد وثلاثة أيام التشريق. وقال: "لا صيام يوم العيد أو في أيام التشريق". ونهى النبي عن صيام خمسة أيام: يوم عيد الفطر، يوم الأضحى، وثلاثة أيام التشريق.
أول أيام ذي الحجة
أشار كثير من المفسرين إلى أن المقصود من الليالي العشر في الآية الكريمة ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ هي الأيام العشر من ذي الحجة. هذه الأيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل الصالح، ويستحب الاجتهاد في العبادة وزيادة أعمال الخير.
فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» (أخرجه أبو داود وابن ماجه).