كل يغني على ليلاه.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الجمعة 24 مايو 2024 | 08:23 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي
كتب : علام عشري

 وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: لروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز ، في روايته "قصة مدينتين" ، والتي تقول : "لقد كانت أفضل الأوقات، لقد كانت أسوأ الأوقات ، تلك هي الحياة" ، كانت بمثابة الحكمة ، لاحتوائها على أبلغ تعبير وأدق وصف يمكن أن نصف به عصر التناقض الذي نعيش فيه على أثر صدور قرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بتوجيه اتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يواف غالانت بخرق القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وجرائم القتل والإبادة والتجويع والحصار والحرمان من وسائل الحياة ضد الشعب الفلسطيني ، وكذلك بحق ثلاثة من قادة حماس ( زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار ، والقائد العسكري محمد الضيف ، ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية) ، حيال ما تم من حركة حماس بعملية طوفان الأقصى وما تلاها منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ بقطاع غزة وحتى الآن .

على الرغم من التنافر الكبير في المواقف بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ، وحركة حماس بزعامة يحيى السنوار ، إلا أن طلب المدعي العام للجنائية الدولية باعتقال الاثنين جاء ليظهر أن هناك اتفاقا بين الطرفين على رفض هذه الخطوة ، وهو الأمر الغائب منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي ، وقدم المدعي العام العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان ، طلبات لإصدار أوامر قبض تشمل من جانب إسرائيل : نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، ومن حماس: يحيى السنوار ، ومحمد ضيف ، وإسماعيل هنية.

وصف نتنياهو، خطوة المدعي العام للمحكمة الجنائية بأنها "فضيحة سياسية" ، معتبرا أنها "تهدف إلى استهداف إسرائيل بأكملها".

في المقابل، اعتبرت حركة حماس أن قرار المحكمة الجنائية بحق ثلاثة من قادتها بمثابة "مساواة بين الضحية والجلاد"، موضحة أنه "يشجع إسرائيل على الاستمرار في حرب الإبادة" ، وأضاف نتنياهو : بأن التهم الموجهة لإسرائيل من الجنائية الدولية "مشينة" .

بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية : وصف قرار الجنائية الدولية بحق قادة إسرائيل "خاطئ للغاية" ويرى محللون سياسيون أن طلب الجنائية الدولية بشأن إسرائيل وحماس جاء ليكون بمثابة الاتفاق الأول بينهما تجاه قضية واحدة منذ أحداث السابع من أكتوبر ، لكنه في الوقت نفسه يُظهر نتنياهو والسنوار على أنهما يسعيان إلى تحقيق مصالح شخصية سواءً فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ، أو موقف رئيس حركة حماس في غزة بمرحلة ما بعد الحرب.

 ويرى محللون سياسيون ، إن "نتنياهو والسنوار لهما مواقف متطرفة" ، معتبرا أن دمج طلب الجنائية الدولية لرئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه ، مع ثلاثة من قادة حماس ، جاء لتحقيق التوازن في هذا الطلب ، حتى يحظى بالقبول الدولي ، "نتنياهو ساهم في ارتكاب عدد من جرائم الحرب داخل غزة أسفرت عن سقوط ما يزيد عن ٣٦ ألف قتيل ، فضلا عن تبنيه لموقف متطرف مع حكومته المتشددة ، وبالتالي فهو ينظر لتحقيق هدفه بغض النظر عن الثمن الذي سيُدفع" ، وكذلك "السنوار عقيدة حمساوية يرغب من خلالها تحقيق أكبر قدر من المكاسب للحركة ، وضمان مشاركتها في مرحلة ما بعد الحرب" ، ومع ذلك فتعد "إسرائيل متضررة أكثر من حركة حماس جرّاء تحرك المدعي العام للجنائية الدولية ، إذ ينزع عنها حماية أخلاقية ويضعها في موقف صعب دوليا ، كما ستكون هناك ضغوط لتسليم نتنياهو وغالانت في رحلاتهما الخارجية ، بعكس قادة حماس إذ يمكث السنوار وضيف في أنفاق غزة"، مضيفا: "حماس تنظيم، لكن إسرائيل دولة، وبالتالي فالأمر سيكون أكثر صعوبة على تل أبيب".

يرى البعض الآخر من المحللين السياسيين " أن هذا هو الأمر الوحيد الذي اتفقت فيه إسرائيل مع قادة حماس ، أي رفض تحرك الجنائية الدولية" ، وفقا للرواية الإسرائيلية فهم ينتقدون مساواة قادة الحكومة مع زعماء حماس باعتبارها "جماعة إرهابية"، في حين تنظر حماس على أنها "جماعة مقاومة" تواجه اعتداءات من الجيش الإسرائيلي وأن "نتنياهو لا يأبه بما يحدث في الداخل الإسرائيلي أو للأسرى الموجودين لدى حماس ، إذ يسعى للاحتفاظ بمنصبه ، تجنبا لمحاكمات قضائية ستلاحقه مع مغادرته كرسي الحكومة" ، كما إن "نتنياهو والسنوار يريدان أن يظلا على رأس المعادلة لدى إسرائيل وحماس، بغض النظر عن أي أمور أخرى".

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .