أفلام العنف وتأثيرها.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الاثنين 24 يونية 2024 | 11:44 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : علام عشري

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: استيقظت الاسكندرية في أحد أيام عيد الأضحى ، على وقع جريمة بشعة هزت قرية أحمد عرابي بمنطقة العامرية ، راحت ضحيتها طفلة تبلغ ١٣ عاماً. حيث أقدم طفل يدعى مازن عصام (١٢ عاماً) بذبح جارته الطفلة آية شعوط بالسكين، أثناء دفاعها عن شقيقها عمر.

o وقال شاهد عيان إن مازن تعدى على عدد من الأطفال في الشارع، وكان من بينهم عمر ، لافتاً إلى أنه أثناء تدخل آية لإنقاذ شقيقها ، ضربها مازن بسكين في منطقة البطن ، ثم ذبحها في رقبتها ، ما أدى لوفاتها حالاً ، فيما تم القبض

o على الجاني ووضعه في الأحداث لحين الانتهاء من التحقيقات بالواقعة ، في حين طالب الشيخ عبدالعزيز شعوط عم آية بالقصاص من الجاني لأنه قام بإنهاء حياة ابنة شقيقه، مطالباً بعدم الرأفة معه وسرعة محاكمته.

o تلعب وسائل الإعلام دورا خطيرا في تحريض الطفل على العنف وخاصة التلفزيون وما يعرض من أفلام الإثارة والرعب فضلا عن الألعاب الرياضية الخطرة أو العنيفة وكذلك الرسوم المتحركة التي تشجع على العنف وسفك الدماء، حيث أن الأطفال يميلون إلى تقمص شخصيات هذه الأفلام والرسوم،

o وبالتالي يؤثر على عقولهم، وهو ما أكدت عليه العديد من الدراسات أن هناك ارتباط ايجابي قوى بين مشاهدة البرامج التليفزيونية العنيفة والسلوك العدواني. من الناحية الأخرى فمن واجب المجتمع اتجاه العنف في وسائل الإعلام أن يقوم بمهمة الرقابة على ما يعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ومحاسبة المسئولين عن نشر تلك المشاهد وتداولها من خلال تشريع قوانين تجرم تلك الأفعال، وأيضا وضع منظومة أخلاقية تحافظ على أخلاق المجتمع، وتصون أعرافه وتقاليده ضد هذه الظاهرة السلبية، تتضمن تربية الأجيال على نبذ تلك

o الصورة من العنف وعدم تقبلها في أي حالة من الأحوال، وصناعة وعي شعبي رافض لها.

o العنف المرئي عبر التلفزيون يزيد الاستجابات العدوانية للمشاهدين بنسبة تتراوح بين ٥ - ١٥ % أياً كان الوسط الاجتماعي أو المستوى التعليمي الذي وصلوا إليه أو سلوك آبائهم معهم ، كما أن هناك أسبابا متعددة تؤدي إلى عنف الطفل. فالأطفال لا يولدون وهم يعلمون السلوكيات المقبولة ، اجتماعياً، فهم يحتاجون دائماً لأن نعلمهم ونذكرهم كيف يعبرون عن أنفسهم بشكل صحيح في كل المواقف ، والإخفاق في ذلك سيؤدى إلى صعوبة

o السيطرة على الطفل ، وبمشاهدة افلام ومسلسلات العنف والتى تتضمن مشاهد القتل بكل صورها إلى مخادع الأطفال والصغار دون سابق إنذار أو تمييز ، واستغرق الآباء والأمهات ساعات طويلة يومياً في متابعة أخبار وتفاصيل وتداعيات ما يجري هنا وهناك ، وقد غفلوا أو سقط من حساباتهم الآثار النفسية السلبية المدمرة التي يمكن أن يخلفه العنف المتلفز على شخصية الطفل ، فلم تعد مشاهدة التليفزيون بالنسبة للأطفال مجرد وسيلة ترفيه وتسلية بل أصبحت مشكلة تنطوي على العديد من المخاطر والتأثيرات السلبية التي يجب على الآباء والأمهات الانتباه إليها والتعامل معها بشكل حاسم وجاد ، وهو ما حذرت منه دراسات اجتماعية غربية وعربية عديدة. وأكدت في مجملها أن الطفل المشاهد للتلفاز دون رقابة أو انتقائية، يصبح أقل أحساسا بآلام الآخرين ومعاناتهم، وأكثر رهبة وخشية للمجتمع المحيط به، وأشد ميلا إلى ممارسة السلوك العدواني ويزيد استعداده لارتكاب التصرفات المؤذية.

ففي دراسات علمية أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» لمعدلات مشاهدة الأطفال العرب للتلفزيون، أن الطفل قبل أن يبلغ الـ ١٨ من عمره يقضي أمام شاشة التلفاز ٢٢ ألف ساعة تقريباً، مقابل ١٤ ألف ساعة يقضيها في المدرسة خلال المرحلة نفسها، ومع بدء القرن الـ ٢١ زاد المعدل العالمي لمشاهدة الطفل للتلفزيون من ثلاث ساعات و ٢٠ دقيقة يومياً إلى خمس ساعات و٥٠ دقيقة نتيجة الانتشار الواسع للفضائيات التلفزيونية. وتؤكد نفس الدراسة أن مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون لفترات غير محددة ودون رقابة وانتقائية « تفرز سلوكيات أبرزها السلبية والأنانية وعدم التعاون مع الآخرين ، وعدم الإحساس بمشاعرهم بل والسخرية منهم إلى جانب التقليد الأعمى للآخرين في الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي ونمط الحياة الاستهلاكي. كما تؤدي مشاهدة الأطفال برامج التلفزيون بإفراط ودون ضوابط إلى تأثيرات سلبية عليهم ، تتمثل في العجز عن ضبط النفس واللجوء إلى العنف بدلاً من التفاوض ، والافتقار إلى الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق وترسيخ صور نمطية سلبية في عقل الطفل، إضافة إلى قتل روح الإنتاج والإبداع لدى الأطفال.

نريد نظرة من الأسرة والمجتمع والمؤسسات الدينية والاجتماعية والتربية والتعليم والإعلام إلى كل ما يبث عبر شاشات التلفزيون ومتابعتها حتى لا يهلك فلذات اكبادنا ونهك معهم .

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .