عقدت نقابة الصحفيين يوم الأربعاء الماضى، الاجتماع التحضيري الثانى للمؤتمر العام السادس لـ "نقابة الصحفيين"، مع نواب مجلسى الشيوخ والنواب من أعضاء النقابة، وذلك لمناقشة مستقبل صناعة الصحافة، وحريتها بين التطور التكنولوجى، والتحديات المهنية، والاقتصادية، والتشريعية.
وحضر الاجتماع الكاتب الصحفى خالد البلشى، نقيب الصحفيين، وجمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، ووكيلا النقابة هشام يونس، ومحمد سعد عبد الحفيظ، والنائب إبراهيم أبو كيلة وكيل المجلس، وعضو مجلس الشيوخ، ومحمد الجارحى عضو مجلس النقابة.
وحضر الاجتماع من الزملاء النواب كل من محمود مسلم، عضو مجلس الشورى ورئيس مجلس إدارة "الوطن"، وعماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير "الشروق" والنواب عبد العزيز النحاس، وطارق التهامى، ومارسيل سمير، ومى كرم جبر، وأميرة العادلى، ومحمود بدر، وتامر عبد القادر، وأبو سريع إمام، كما حضر الاجتماع عدد من أعضاء الجمعية العمومية بينهم ممثلون عن الصحفيين المؤقتين بالصحف القومية.
وبدأ خالد البلشى الاجتماع بالترحيب بالزملاء النواب، مؤكدًا أنه تم دعوتهم للمشاركة بوصفهم فى البداية أعضاءً بالجمعية العمومية نحتاج لسماع رؤيتهم حول وقائع المؤتمر بحكم متابعتهم لما يجرى فى أروقة المجالس التشريعية، وثانيًا بوصفهم نوابًا ينتمون للنقابة، وجانبًا هامًا من أعمال المؤتمر ومخرجاته، التى ستكون فى صورة رؤى قانونية وتشريعية، بخلاف قضايا تحتاج لتضافرنا جميعًا كقضايا الأجور، وكذلك قضايا المؤقتين، وشيوخ المهنة وغيرها من القضايا.
واستعرض البلشى أهمية عقد المؤتمر السادس فى ظل الظروف، التى تمر بها الصحافة حاليًا، والتحديات المهنية والاقتصادية التى تواجهها، مشيرًا إلى أن أهمية المؤتمر تأتى فى ظل أزمة كبيرة تعانيها الصحافة المصرية على كل المستويات، سواء على صعيد الحريات وتراجعها، أو الجانب المهنى، وكذلك على صعيد الصناعة ومستقبلها وملاحقة التطورات، التى تحدث فى عالم الصحافة، وتأثيرها على الأشكال المختلفة للصحافة ورقية وإلكترونية، ومشددًا على ضرورة استيعابها، وكذلك على صعيد التشريعات المنظمة للمهنة والنقابة، مشددًا على أن النقابة تعتبر الزملاء النواب هم عينها، ورأس حربتها فى هذه المعركة، وأكد أن المؤتمر سيناقش أيضًا اقتصاديات المهنة، وأوضاع الصحفيين الاقتصادية، التى تراجعت بشكل كبير.
وأوضح البلشى أن فكرته للمؤتمر تتضمن 3 محاور: الأول يناقش مستقبل صناعة الصحافة ورقيا وإلكترونيا وعلاقتها بالتطورات التكنولوجية، والثانى يتعلق باقتصاديات الصحافة، والأوضاع الاقتصادية للصحفيين، وكيفية وضع لائحة للأجور، والثالث يختص بحرية الصحافة، وأوضاع الحريات العامة، والبيئة التشريعية الحاكمة لمهنة الصحافة، وكذلك أوضاع المؤسسات التعليمية، التى تقوم بتخريج الصحفيين وتطوير مناهجها.
وشدد البلشى على أن انعقاد المؤتمر فى هذه الظروف هو رسالة تحملها الجمعية العمومية لجميع الأطراف بأننا فى أزمة، ونحتاج لحلول، وأن على المؤتمر أن يشكل لجنة فى نهايته لحمل النتائج، والضغط من أجل تحقيقها، داعيًا الزملاء النواب لأن يكونوا جزءًا من هذه اللجنة، ومشددًا على أنهم سيحملون عبئًا كبيرًا فى هذا الإطار.
وأكد البلشى أن الجانب التشريعى، وتغيير البنية التشريعية الحالية المقيدة للعمل الصحفى، وإجراء تعديلات على نصوص القوانين المنظمة للعمل الصحفى من أولويات المؤتمر، مشددًا على أن من بين هذه القوانين بعض نصوص نقابة الصحفيين، ورفضه القاطع أن يناقش تعديل قانون نقابة الصحفيين خارج ردهات نقابة الصحفيين، أو بعيدًا عن الجمعية العمومية لنقابتها، وأنها وحدها صاحبة الحق فى ذلك، وأضاف أن المؤتمر مدعو لحسم مختلف التعديلات على القوانين المختلفة، لكن مناقشة قانون النقابة ستمتد لحين انعقاد جمعية عمومية مكتملة لنقابة الصحفيين، وأن الفلسفة التى ستحكم ذلك هى إجراء تعديلات محددة على نصوص محددة تختارها الجمعية العمومية، ولا يتم طرحها إلا بعد الموافقة عليها، وحمايتها من خلال جمعية عمومية مكتملة حتى لا تمتد أى يد للعبث بالمكتسبات الموجودة بالقانون الحالى، كما شدد على أننا الآن نحتاج للقيام بواجبنا، ووضع تصورات لتشوهات القانون ونواقصه، ونكون جاهزين بها، ونحميها بحضور الجمعية العمومية.
وأكد البلشى أن الوضع مختلف فيما يتعلق بباقى القوانين، مرحبًا بكل محاولات مناقشة أوضاع الصحافة، والتعديلات التشريعية الأخرى من جميع الأطراف، وأضاف أن الصحافة وحريتها هى ملك للجميع، ولكن يجب أن يكون لهذا المؤتمر الدور الأكبر فى ذلك.
وأشار البلشى إلى أننا سنحتاج لجهود النواب فى العديد من القضايا المطروحة، ومنها قضايا الأجور، وتعيين المؤقتين، وأوضاع الصحافة الحزبية، التى تحتاج لتحركات لدى السلطة التنفيذية داعيًا لتكوين جبهة مشتركة من مجلس النقابة، والنواب للتحرك الفورى فيها.
من جانبه، أكد النائب محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس إدارة "الوطن" أهمية انعقاد المؤتمر فى هذه الظروف، موجهًا الشكر لمجلس النقابة على تبنى فكرة المؤتمر، وأوضح مسلم أن الصحافة تغيرت بشكل جذرى، ونحتاج لرؤى جذرية فى كثير من القضايا والملفات المتعلقة بمستقبل الصحافة، وأوضح رئيس مجلس إدارة "الوطن" أن الصحافة تواجه العديد من التحديات الجديدة، التى طرحها التقدم التكنولوجى، مشيرًا إلى أن تقرير جامعة أكسفورد الصادر هذا العام أشار لثلاثة تخوفات وتحديات رئيسية تواجه المهنة: أولها التخوف من تراجع زيارات الإحالة من مواقع التواصل، التى كانت تشكل جانبًا كبيرًا من القراءات على المواقع الإلكترونية، وثانيها التكيف مع الذكاء الاصطناعى ومخاطره، مشيرًا إلى أننا نحتاج لفرِد مساحات، وتخصيص جلسات داخل المؤتمر لمتابعة تطورات الذكاء الاصطناعى وتلافى آثاره، التخوف الثالث تغير تنسيقات الأخبار وإفراد مزيد من المساحات للصوت والفيديو، وملاحقة التطورات المهنية، التى تفرضها التكنولوجيا الجديدة.
وأشار مسلم إلى مجموعة من التحديات الأخرى، التى لا بد من أن تتضمنها محاور المؤتمر ومنها صحفيو المواقع الإخبارية، وكيفية استيعابهم داخل النقابة، وتطوير التدريب في النقابة، مقترحًا عقد ورش تدريبية من مدربين مصريين، أو من الخارج على هامش المؤتمر كمقدمة للتطوير، مشددًا على أن تطورات المهنة لحظية وسريعة، ولا بد من التعامل معها فورًا، ورصد أهدافنا واحتياجاتنا فى هذا الإطار.
وشدد النائب إبراهيم أبو كيلة، وكيل النقابة على أهمية محور التشريعات الصحفية، وعلى رأسها تعديل قانون نقابة الصحفيين، الذى صدر فى ظروف مغايرة تمامًا، وصار لا يلبى احتياجات المهنة، وبعض نصوصه تم نسخها مع الزمن، مشددًا على أن هناك عددًا من المواد تحتاج لتعديل، ومنها النظر فى تشكيل المجلس الحالى وعدد أعضائه، وضرورة توسيعه، وكذلك النصوص التى تمنع جدول المعاشات من التصويت، والتى تحتاج لتعديل، وكذلك ضم الصحافة الإلكترونية وصحفيى المواقع، كما دعا أبو كيلة لإعادة النظر فى قانون تنظيم الصحافة ونصوصه، خاصة ما يتعلق بالحصول على تصريح للتصوير فى الشارع، داعيًا أن يتبنى المؤتمر ضرورة تشكيل لجنة من الفقهاء، وخبراء القانون، والنواب للنظر فى تعديل التشريعات الحاكمة للإعلام.
من جانبه، أكد النائب طارق التهامى أهمية الأفكار المطروحة، مشددًا على أنه يتفق معها، وموضحًا أن النواب ممكن أن يكونوا جسرًا بين النقابة، والمؤسسات التشريعية لحمل أفكارها ومطالبها، وكذلك الأفكار المطروحة فى المؤتمر.
وشدد النائب طارق التهامى على أن المحور الاقتصادى واحدٌ من أهم المحاور، التى يجب التركيز عليها فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية للصحفيين، وتراجع أوضاع الصحف، التى بات جانب منها مهددًا بالإغلاق، موضحًا أن قطاعًا كبيرًا من الصحفيين لا يحصل على أقل من نصف الحد الأدنى للأجور، وأن المؤسسات الصحفية فى ظل أوضاع المهنة الحالية لن تستطيع تطبيق الحد الأدنى، ولا بد من نظرة شاملة، ونحتاج لورش عمل مستمرة فى المحور الاقتصادى لحين الوصول لموعد المؤتمر العام.
وتابع التهامي "الهاجس الأساسى لقطاعات واسعة من الصحفيين هو الهاجس الاقتصادى، وأصبح الأمر مؤلمًا جدًا اجتماعيًا واقتصاديًا، ويعوق العمل الصحفى".
وشدد التهامى على ضرورة الاستعانة بخبراء اقتصاديين للمشاركة فى المحور الاقتصادى، وليس فقط الاكتفاء بالخبراء من أعضاء النقابة مثل د. صليب بطرس، وعدد آخر من الخبراء.
كما أكد التهامى ضرورة الاهتمام بالتأهيل والتدريب، وتابع هناك بعض الأفراد يعملون بشكل منفرد، ويحققون إيرادات أكثر من المؤسسات لا بد من وجود رؤية للتعامل مع الأمر، ولا يجب أن نغفل فكرة التأهيل والتدريب، فالمهنة أصبحت فى تطور كبير، وهناك تسارع فى التطور .
وتوقف النائب عبد العزيز النحاس أمام 3 نقاط رئيسية، مطالبًا بضرورة الاهتمام بها من خلال المؤتمر، أولها: أزمة الصحافة الورقية، أو المكتوبة، التى تحتاج لمراجعات كبيرة، والنظر فى أوضاعها وتطويرها، والقضية الثانية: قضية اقتصاديات الصحافة، وأشار إلى أن لها أكثر من وجه مهم فى هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن الحكومة ضاعفت الرواتب أكثر من مرة، بينما رواتب الصحافة تحتاج لإعادة النظر فيها بما يتلاءم مع أهمية مهنة الصحافة، مشددًا على أن ذلك بداية تدعيم الوضع النقابى، وتعميق انتماء الصحفى لنقابته، متابعًا أن الانتماء للمهنة والنقابة لن يحدث والصحفى لا يحصل على حد الكفاف، وتابع لا بد أن يناقش المؤتمر تبنى أفكار جديدة لتنمية موارد النقابة، والمؤسسات الصحفية لكى نرى مواجهة حقيقية لهذه الأزمة.
وشدد النحاس على أن القضية الثالثة هى قضية التشريعات، وأكد أن النواب الصحفيين تحت أمر النقابة، ورهن إشارتها فى أى تعديلات تشريعية ينتهى لها المؤتمر، وأكد أن أى تعديلات على قانون النقابة لا بد أن تكون من خلال الجمعية العمومية.
وأكد النائب تامر عبد القادر أهمية الاهتمام بمحور مستقبل الصناعة، مشددًا على ضرورة الاعتراف بأن الصناعة تواجه تحديات كبيرة، ودعا لضرورة التأكيد على دور الصحافة والإعلام فى مساندة الدولة والمواطنين، مشيرًا إلى تراجع دور الصحافة فى مساندة المواطنين بمواجهة الغلاء.
وتساءل عبد القادر عن أسباب تراجع الصحافة، وكيف وصلت لهذا الحد من التراجع والتراخى فى مساندة المواطن، وتابع أن الصحافة لا تساند الدولة أيضًا فى حربها لمواجهة هذه التحديات، وأكد أن تراجع دور الصحافة لا بد أن يُناقش من كل الزوايا، وشدد على أن صحافة البيانات أحد أسباب تراجع المهنة، وكذلك تراجع التدريب والتأهيل.
وتابع عبد القادر "أن أوضاع الصحفيين المادية لا بد من مناقشتها، وأن تكون لها حلول من خلال المؤتمر، واقترح أن يكون ضمن توصيات المؤتمر دور النقابة فى تدريب وتأهيل الصحفيين".
من جانبها، أكدت النائبة مارسيل سمير أن الصحافة القوية، واستمرار المؤسسات الصحفية هى حماية للدولة والمجتمع، ومن هنا تأتى أهمية المؤتمر، ولا بد من الاستفادة من مخرجات هذا المؤتمر.
ودعت مارسيل سمير إلى ضرورة أن تضع الحكومة قواعد لتنمية المؤسسات الصحفية، ولا بد أن تكون لدى المؤسسات الصحفية أنظمة للاستفادة من المنح، التى تحصل عليها الحكومة دون أن يتم تحميل الدولة أعباءً جديدة، بما يتيح تطوير هذه المؤسسات واستمرارها.
وتابعت مارسيل سمير بأن النواب الصحفيين ممكن أن يساعدوا فى حماية المهنة، وكذلك فى تذليل العقبات أمام تحقيقها، وذلك من خلال الأدوات الرقابية.
ولفتت مارسيل سمير إلى أهمية الالتفات للاستفادة من الذكاء الاصطناعى، وكذلك مواجهة مخاطره، والعمل على صياغة قانون بشأن أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعى، وأن نكون طرفًا فى تطويره حتى لا يتحول إلى سلاح ينتهك حياة المواطنين.
وشددت النائبة مى كرم جبر فى مداخلتها على ضرورة الالتفات للمطالبات بإعادة النظر فى قانون النقابة، وتعديل النصوص التى تقادمت، ومنها تعريف الصحفى، وشروط القيد فى النقابة، وتساءلت النائبة الصحفية، "هل إحنا راضيين عن وضع الصحافة الحالى، وعن المستوى المهنى للصحافة والصحفيين؟"، ودعت إلى ضرورة أن تكون من بين مخرجات المؤتمر العام عدد من الإجراءات، التى تعيد الثقة للمؤسسات الصحفية، وعلى رأسها تطوير التدريب بالنقابة، وكذلك استعادة هوية المؤسسات الصحفية، فلقد كانت لدينا مؤسسات تهتم بالخبر، وأخرى تهتم بالتحليل، ولا بد من استعادة هذه الهوية.
وأكدت مى كرم جبر أن المؤسسات الصحفية تقوم على قوة مالية وقوة تحريرية، ولا بد أن نعمل على تدعيمها وتطويرها، ولا بد أن يهتم المؤتمر بوضع القواعد الخاصة لرفع جودة العمل الصحفى، وكذلك للنظر فى إمكانية تطوير جودة الصحفى، ووضع أسس لمفهوم الجودة.
نفس الفكرة أكدها النائب أبو سريع إمام، الذى شدد على أن البيت الصحفى يحتاج لتطوير، وأن ذلك لن يتم إلا من خلال إجراء تعديلات على قانون النقابة، بحيث يتضمن شروط القيد، وكذلك تصويت جدول المعاشات، والحفاظ على حقوق شيوخ المهنة، وتنمية موارد النقابة من خلال حصول النقابة على نسبة من موارد ما تنشره محركات البحث.
وأكد البلشى أن العمل على إعداد هذه التعديلات هو واجب نقابى، مشددًا على أن القاعدة التى لا يمكن الخروج عنها هى إجراء تعديلات محددة على نصوص محددة، ولا يتم إقرارها إلا من خلال جمعية عمومية مكتملة، هى التى تحدد النصوص وتعديلاتها، وتحمى القانون من أى تدخلات قد تعصف بالحقوق الموجودة.
من جانبه، شدد النائب محمود بدر على ضرورة أن تكون الجمعية العمومية حاضرة وبقوة، مؤكدًا اتفاقه مع المبدأ، الذى طرحه نقيب الصحفيين، ومعلنًا تخوفه من أن التوسع فى التعديلات قد يفتح الباب للانقضاض على المكتسبات الموجودة فى القانون، من جانب فئات محافظة.
وقال بدر إن واقع النواب الصحفيين وقدرتهم بدون حضور الجمعية العمومية قد لا يلبى مطالب النقابة من التعديلات، ولا بد من تحديد المطلوب بدقة، وأن تكون الجمعية العمومية حاضرة لحماية هذه التعديلات،
وحذر محمود بدر من بعض الاتجاهات المحافظة، التى تميل لتغليظ العقوبات على الصحافة والصحفيين، مشيرًا إلى أن البعض "بيصحى من النوم عاوز يعمل تعديلات تحبس الصحفيين"، وضرب المثل بعدد من التعديلات الأخيرة على عدد من القوانين، التى تصدى لها النواب، والجماعة الصحفية، وأن المحرك وراءها التباس فى فهم دور الصحافة، مشددًا على أن أى تحرك فى إطار تعديل قانون النقابة لا بد أن يسنده اتفاق حد أدنى داخل الجمعية العمومية.
وأكد بدر استعداده الكامل مع جميع النواب للعمل مع النقابة ومجلسها فى تجاوز العقبات، التى تواجه المهنة، وكذلك التخطيط والإعداد والمشاركة والدفاع عن مخرجات المؤتمر العام.
نفس الموقف أكدته النائبة أميرة العادلى، وقالت "أنا متفقة مع محمود بدر بخلاف شىء آخر لا بد أن نلفت النظر له، وهو أننا كنواب صحفيين لا نستطيع أن نقدم تعديلات لها علاقة بالصحافة، أو تعود عليهم بفوائد اقتصادية طبقًا للائحة مجلس النواب من باب منع تضارب المصالح".
وأشارت أميرة العادلى إلى أن أى تعديلات على قانون النقابة لا بد أن تكون محددة وواضحة، كما نحتاج لتغيير بعض النصوص، للتفرقة بين الصحفى، ونشطاء السوشيال ميديا، فى ظل تفجر بعض الأزمات الأخيرة، ومنها أزمة تغطية الجنازات، ويبقى أننا نحتاج لتوافق عام داخل الجماعة الصحفية على أى تعديلات لقانون النقابة قبل طرحها للتعديل.
وشددت أميرة العادلى على ضرورة العمل مع مجلس النقابة لحل أزمة الزملاء المؤقتين، وتكوين لجنة مشتركة للعمل فى هذا الإطار، خاصة فى ظل المخاطر، التى تلحقها أزمة وقف التعيينات بالمؤسسات ومخاطر استمرارها، وكذلك ما تتسبب فيه من إهدار حقوق مئات الزملاء، الذين يقوم عليهم العمل الصحفى، وأكدت أننا نحتاج للعمل معًا لمعالجة هذه الأزمة وحسمها.
ولفتت العادلى إلى أن القوانين الحاكمة للإعلام، ومنها قانون تنظيم الصحافة والإعلام تحتاج لتعديلات جذرية لإزالة القيود، التى تعرقل العمل الصحفى، ومنها أزمة الحصول على تراخيص للتصوير، وغيرها من النصوص المقيدة.
وتابعت العادلى أن من بين الأمور، التى يجب التركيز عليها أيضًا قضية أجور الصحفيين والتشريعات الحاكمة لها، مؤكدة نحتاج لعلاج تشريحي وإجراءات عاجلة، ولا بد من الفصل بين قضية ربحية الصحافة والأجور.
وحول المخاوف من العبث بقانون النقابة، الذى تعطل تعديله منذ فترة طويلة، قال النائب عماد الدين حسين رئيس تحرير "الشروق": "إن ما لا يدرك كله لا يترك كله"، وفى كل الأحوال نحتاج للبدء فى إنجاز واجبنا، وإعداد هذه التعديلات والسعى لوجود توافق داخل الجمعية العمومية على هذه التعديلات لمواجهة أى مخاطر قد تفرض علينا، محذرًا من أن جزءًا كبيرًا منا مازال يفكر بآليات الماضى وبطريقة صحافة السبعينيات.
وأكد عماد الدين حسين ضرورة تحرير الصحافة من القيود المفروضة عليها، مشددًا على ضرورة التركيز على محور الحريات وتابع "الفيصل الرئيسى هو الحريات، وبدون حريات لن تكون هناك صحافة"، كما دعا لضرورة إعادة تعريف الصحفى، وإعادة تعريف الصحيفة فى قانون النقابة، بحيث تتعامل مع تطورات العصر، كما لا بد من التركيز على محور التدريب والتأهيل، فعدد الصحفيين الذين يحتاجون التدريب كبير جدًا، وكذلك لا بد من مناقشة قضية وقف التعيين فى المؤسسات الصحفية القومية ومخاطرها على مستقبل هذه المؤسسات.
وتابع عماد حسين "من القضايا المهمة أزمة مستقبل صناعة الصحافة وصناعة الإعلام واقتصادياتها، وتكلفة إنشاء صحف ومواقع جديدة، ولا بد من التفكير بشكل جدى، والحديث عن تخفيف شروط الإصدار، وإزالة المعوقات الاقتصادية، التى تعوق تطور المهنة، وعدم التعامل معها باعتبارها مصنع نسيج، بل صناعة خاصة لا بد من دعمها، مشددًا على أن التحديات، التى تواجه الصناعة تشكل 90% من مشاكل المهنة، و10% تتعلق بضرورة تحرير المحتوى".
وأكد عماد الدين حسين "ضرورة العمل بمنهج تحسين الشروط بنسبة 60% أفضل من أن يؤدى الإصرار على تنفيذ كل مطالبنا للدخول فى صدام، ولا بد من مناقشة أسباب ضعف الإعلام التقليدى، وتراجع تأثير الصحافة، ولا بد من العمل على تطوير وسائل الإعلام وخلق وسائل تراعى التطور الحادث وتلاحقه".
من جانبه، أكد جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة تخوفه من طرح أى تعديلات على قانون النقابة دون امتلاك أدوات حماية مكتسبات القانون، وتابع "عندى نفس التحفظ اللى قال عليه محمود بدر"، وضرب المثل بتجربة لجنة الخمسين، التى أخرجت نصوصًا قانونية اتفق عليها جميع أطراف المهنة، ثم جرى العبث بها، مشيرًا إلى أن ذلك يثير المخاوف من العبث بتعديلات قانون النقابة، خاصة أن بعض التعديلات، التى جرت على القانون تخالف نصوص الدستور، ومنها المادتان 211 و212 والمتعلقتان باستقلال الهيئات، وتشكيل مجالسها، وهو ما يحتاج لإعادة النظر فيه، مؤكدًا أن هذا موقف قانونى، ولا علاقة له بالمؤسسات القائمة، وهو ما يمتد أيضًا للتعديلات الخاصة بإصدار الصحف بالإخطار والتصوير في الشارع، التى تضمنت قيودًا تخالف النصوص الدستورية.
وأكد عبد الرحيم أن موضوع التشريعات مهم، ولا بد من أن يحظى باهتمام خاص فى المؤتمر العام، مشددًا على ضرورة الخروج بنصوص تتوافق مع الدستور.
وفى ظل ما أبداه البعض من تخوفات تتعلق بقانون النقابة، اقترح هشام يونس وكيل النقابة البدء بالتشريعات الأخرى، والتعديلات الخاصة بها كتجربة على أن يترك قانون النقابة لحين انعقاد الجمعية العمومية، وتابع "طالما فيه تخوف من البدء بقانون النقابة نبدأ بباقى القوانين لاختبار قدرتنا".
وشدد هشام يونس على ضرورة الالتفات أيضًا لتشريعات الذكاء الاصطناعى، والتطور التكنولوجى، ويجب أن يهتم المؤتمر بمحور التطور التكنولوجى، ودعا هشام يونس إلى ضرورة الاستعانة بخبراء فى المعلومات، وفى التطور بمجال الذكاء الاصطناعى، كما دعا لتبنى تعديلات تسمح بإدخال الصحافة الإلكترونية للنقابة.
وشدد هشام يونس على أن الصحافة هى التى تحتاج لمساندة الدولة وليس العكس، من خلال توسيع مساحات الحركة، وكذلك التعامل معها كصناعة ذات طبيعة خاصة، وضرورة تقديم تسهيلات أكثر وضرائب أقل، وحوافز أكثر وإعفاءات جمركية لتشجيع الناس مع الاستثمار فى هذه المهنة، والعمل أن تكون هذه المطالب جزءًا من مخرجات المؤتمر العام.
وطرحت الزميلة إسراء فتحي ممثلة الصحفيين المؤقتين أزمة أكثر من 400 زميل ممنوعين من التعيين، وما ترتب عليه من إهدار لحقوقهم وتحويلهم لنوع من الاستعباد لا يحصلون على أية حقوق رغم أن العمل الصحفى فى العديد من المؤسسات يعتمد عليهم ورغم مخاطر عدم تعيينهم على مستقبل المؤسسات، وما قد يؤدى إليه من إصابة المؤسسات القومية بالشيخوخة.
واتفق جميع الحاضرين على ضرورة التعاون لحل مشكلة المؤقتين، وقرروا تشكيل لجنة من النقابة والنواب الصحفيين للتواصل مع مختلف الجهات لحل مشكلة المؤقتين، وكذلك اتخاذ كل الآليات الرقابية لدعم حقوق الزملاء، ومنها السعى لعقد لقاءات مشتركة مع المسئولين لتوضيح أبعاد الأزمة وأهمية حلها.