كتبت دكتورة إلهام يونس وكيل كلية الإعلام -أكاديمية الشروق، رسالة هامة جاء فيها: بابا جه من الكوميديا الاجتماعية التى عرضت فى شهر رمضان الكريم وهو وإن كان مقتبس من فيلم كورى بعنوان "Dad for Rent" إلا انه يلمس قضية مهمة جداً باتت تؤرق المشتغلين على علم نفس الطفولة خاصة بعد ظهور حالات الإضطرابات النفسية عند الاطفال والمراهقين بشكل متكرر والمتمثلة فى إضرابات الأكل والنوم والشعور بالاكتئاب ويعد التفكك الأسرى سواء لإنفصال الأب عن الأم أو قلة تواجدهم فى المنزل لفترات طويلة لظروف العمل أحد أهم أسباب هذه الأمراض التى تسمى حالياً "أمراض العصر". تطرق هذا المسلسل الكوميدى لتجسيد قضية إنسانية من خلال عرض الخلل فى العلاقة بين الأب وإبنته والذى إمتد لسنوات طويلة والذى أوصل الأبنة للإعلان على الملأ وفى أحد فعاليات المدرسة أن والدها عديم الفائدة وإنها يمكن أن تمنحه لمن يريد وهومايقابل بحفاوة وسعادة من طفل أخر يتيم الأب ويحتاج لوجود أب فى البيت.
ليصبح هذا الموقف هو نقطة التحول فى حياة البطل إذ ينشئ صفحة على أحد مواقع التواصل الإجتماعى لتقدم خدمة "بابا جه" للباحثين عن أب للإيجار عدة ساعات أو أيام لتفصح هذه الصفحة عن الأزمة المجتمعية التى يمر بها العديد من الأسر وهى إهمال الأباء لاحتياجات أولادهم العاطفية والنفسية الأمر الذى يحول هؤلاء الأبناء الى متنمرين أو يميلون للعزلة وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالإنتماء وفى دعوة من بطل العمل لتفعيل هذه الخدمة دعت صفحة بابا جه لتعيين أباء جدد يقدمون نفس الخدمة وكانت المفاجاءة أن طلبت أبنة البطل "أب للإيجار" وهنا وصلت الاحداث لذروتها وانتفض الأب الحقيقى ورفض جميع الإغراءات المادية والمكاسب مقابل عودته الى الاهتمام الرئيسى لكل أب وهو أسرته.
المسلسل يحمل جانب من الإستخدامات الإيجابية لمواقع التواصل الإجتماعى وكيف حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة كما تنبأ عالم الإتصال الكندى مارشال ماكوهان وكيف أن الميديا الحديثة ساهمت فى إعادة تشكيل وعى الأب "الذى جسد شخصيته ببراعة وخفة ظل الفنان أكرم حسنى " بعد معرفته بتجارب العديد من الأسر التى تضع العمل والمكاسب المادية على قائمة أولوياتها متناسية رسالتها وألولوياتها الأولى وهى الإهتمام بالأبناء
بابا جه دراما إجتماعية بنكهة كوميدية وحبكة قوية ملهمة وُلدت من رحم الأزمات النفسية والعلاقات الأسرية المترهلة؛ مسلسل "بابا جه" الذي يشهد بطولتة المطلقة النجم أكرم حسني والتى تعد تانى تجربة له كبطولة مطلقة بعد تجربته العام الماضي ومسلسل "مكتوب عليا" الذي حقق نسب مشاهدات مرتفعة ورفع سقف توقعات الكثيرين تجاه ما يقدمه أكرم مُستقبلا.
ورغم أهمية الرسالة الإنسانية التي يطرحها "بابا جه"، فإن اختيار أكرم حسني الذي اعتاده الجمهور "كوميديانا" خوض السباق الرمضاني بهذا المسلسل، يعد بمثابة تحد جريء
حيث قدم نفسه هذا العام بشكل مختلف تمامًا عن السنوات السابقة وأظهر قدرات تمثيلية رفيعة المستوى فى أكثر من مشهد فى حين أفسح المجال لأوتاكا وياسر الطوبجى لشغل مساحات كوميدية مؤكدًا أن اعتماد المسلسل بالأساس على الموقف لا الإفيه ساعد فى توليد كوميديا منضبطة وهو ما ضاعف مفاجأة الجمهور هذا العام وبالتبعية تقديرهم لطبيعة المسلسل الذى جاء فى خمسة عشر حلقة مما جعل أحداث المسلسل مكثفة وجاذبة لانتباه المشاهديين
وقد ساهمت عناصر العمل الفنى المتميز من جودة سيناريو لوائل حمدى ومحمد إسماعيل أمين وقوة بطل المسلسل الفنان أكرم حسنى وكذلك الاخراج لخالد مرعى والإنتاج لشركة ميديا هب فى منح العمل الانضباط الفنى والايقاع المقبول بالإضافة الى كادرات جميلة فى تسلسل وتناغم جذاب جداً للمشاهد.
بابا جه كوميديا اجتماعية تغرس قيم إيجابية وتعيد ترتيب أولويات الأسرة المصرية فهى بإختصار تجسد الدراما الهادفة التى تدق ناقوس الخطر وتقدم تصور لحل المشكلة.