أوضح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، كيف استطاع الجامع الأزهر الحفاظ على مكانته الدينية المرموقة لأكثر من 1000عام، قائلاً: بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان "الناصر صلاح الدين الأيوبي"، أنشأ عدة مدارس سُنِيَّة ليواصل الجامع الأزهر رسالته العلمية".
وأضاف مدير الجامع الأزهر، لـ"بلدنا اليوم"، أن الجامع الأزهر شهد تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي، حيث اتجه السلاطين المماليك لتطوير نشاطه العلمي، وتوجيهه توجيهًا سُنيًا(وفق المذاهب الأربعة)، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، وغدا بمثابة الجامعة الإسلامية الكبرى التى يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، ومقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
وتابع: وكثُرت العلوم التى كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: ( الطيبرسية، الأقبغاوية، الجوهرية)، ورُتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، وتم إنشاء مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة، لتغدو أقدم مدينة جامعية تتوفر بها جميع سبل الإعاشة بالمجان.
واستكمل: وفي ظل الحكم العثماني لمصر، احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقلين الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، فلم يقتصر عطاؤه على مدى القرون على علوم الشريعة واللغة، وإنما امتد سخاؤه لعلوم الدنيا التي تفيد الإنسانية جمعاء.